سائقو التكاسي في عمّان
- مرحبا عمو، لو سمحت رايحة ع الجاردنز .... شو تفضلتي؟ اسف، كتير أزمة!
- لو سمحت انا رايحة على العبدلي .. بتمزحي يختي؟ اليوم أحد والدنيا كلها هناك
- ممكن تفتح الشباك لأنه أنا بتضايق من الدخان؟ اسف .. ما بفتحه، الدنيا برد وهي سيارتي
أعلاه .. هي عبارات غيض من فيض ما أسمعه عندما أقرر استخدام المواصلات العامة في عمّان وتحديدا سيارات التكسي التي يغلب على عدد كبير من سائقيها المزاجية والفوقية في التعامل مع المواطنين على اختلاف أعمارهم.
شخصيا، كتبت العديد من المقالات حول أزمة المواصلات العامة في الأردن وتحديدا عمّان وتحدثت عن العديد من التصرفات غير اللائقة التي يتعرض لها المواطن اذا ما قرر استخدام الباص، التكسي أو حتى السرفيس، ولكن يبدو أنه لا حل يلوح في الأفق، خاصة وأن العديد من الكتاب الصحفيين كتبوا مقالات عن هذا الموضوع؛ فهيئة تنظيم قطاع النقل العام تواصل التصريحات بأن هناك عمل مستمر لتطوير هذا القطاع الحيوي والهام .. ربما يحدث ذلك على الورق وفي الخطط، ولكن لا تطور ملموس وواضح أو على الأقل بداية تغيير ايجابي على أرض الواقع.
دائما أوجه هذا السؤال لنفسي: ما المانع من تطوير شبكة المواصلات العامة في عمّان والأردن ككل، لماذا لا يتصرف سائقو التكسي في العاصمة بحكمة، عمّان التي يعيش فيها عدد كبير من المواطنين ويزورها عدد كبير أيضا من السياح العرب والأجانب، لماذا نتمنى أن يكون لدينا تكسي بمواصفات السيارة والسائق كتلك التي في دبي أوغيرها من دول العالم التي طورت قطاع النقل لديها؟ فهل هذا مستحيل أن يتحقق في عمّان؟
لماذا لا يكون لدينا زي موحد لهؤلاء السائقين بحيث يلتزمون به؟ ولماذا لا يتم اخضاعهم لدورات في كيفية التصرف مع المواطن / الزبون بحيث أن لا يتم ازعاجه في العديد من الأمور والأحاديث السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية واستعراض البطولات؟ ويا ليت الموضوع يقف عن هذا الحد، فقد واجهتني شخصيا اضافة الى أصدقاء وصديقات لي مواقف تتمثل في انشغال السائق بأحاديث عاطفية عبر الهاتف المحمول او اللعب عليه أو الانشغال بالرسائل، أين مراعاة السلامة له ولمن معه؟
في كل مرة أستقل فيها التكسي رغم قلة المرات التي ألجا فيها الى ذلك أشعر بحسرة وندم شديد على ما فعلت، وأقول كان الله في عون من تجبره ظروف عمله أو صعوبة ظروفه الاقتصادية على استخدام المواصلات العامة وتحديدا التكسي الذي كثيرا ما نجد السيارات منها غير صالحة أبدا من الناحية الميكانيكية للمشي على الشوارع التي تعاني أصلا من ظروف سيئة وبنية تحتية غير جيدة مما يجعل استخدام التكسي غير الجيد مخاطرة أنت مضطر عليها لقضاء حاجتك أو الذهاب الى مكان دراستك أو عملك، إنها الضرورة التي لا بد أن يكون لها أحكام!
ليس من السهل أبدا أن يتم تطوير قطاع النقل العام بسهولة، ولكن لنبدأ من الآن من خلال الزام أصحاب التكاسي بارتداء زي موحد، والتفتيش الدوري على سياراتهم للتأكد من صلاحية قيادتها على الطرقات والشوارع الداخلية والخارجية، ضرورة الزامهم بالامتناع عن التدخين في السيارات والأهم من كل ما سبق أن يتوقفوا عن التعامل بمزاجية وانهاء ظاهرة الانتقائية في اختيار الركاب الذين لا حول لهم ولا قوة ويريدون تكسي لانهاء أمورهم اليومية.