الزنزانه رقم (11)
لقد تعلمنا منذ أن وعينا حب فلسطين أن التنظيم وجد ليخدم ألوطن. لقد كنت في اللجان الطلابيه . وتم حملة أعتقالات لنا. من قبل المحتل الصهيوني وتم أداعي في السجن وتحقيق يومها داخل الزنازين 61 يوم.
في زنزانه عمقها متران وعرضها متر ونصف ورتفاعها متر ونصف بدون شبابيك.زنزانه رقم (11) تلك الزنزانه العينه بدون فرشه وبدون ضوء ودرجت الحراره فيها وصلت مرحلة التجمد.
وضعت فيها وكنت لا البس سوى تي شيرت خفيف لقد تجمدت فيها حتى أن تفكيري تجمد رغم انها معتمه اصبت في حاله من الهذيان بعد أربع أيام بداخلها كنت اشاهد أناس على حيطانها.
كانت اشد الساعات سعاده عندما اخرج منها لستكمال التحقيق معي كل خمس ايام الى أن أصبت بفقدان وعي من شدت ألبرد وظروف ألقاسيه وشبح ساعات وكيس يغطي رأسي وجدت نفسي بعد شهر في تلك الزنزانه اني مكبل على سرير في عياده ودكتور يعالجني لم تستمر الفرحه لأني لم أعايشها. كنت في حالة غياب عن الوعي .تم ارجاعي الى تلك الزنزانه العينه .ولكن تحسنت ألظروف .
استلمت بلوزه جديده وضعوا فرشه في ألزنزانه وضعوا ضوء خافت.. لا أتكلم لشيء ولكن اذكر نفسي قبل أن اذكركم أننا نؤمن بقضيه أسمها فلسطين. لم نكن نخاف ولم نخاف من أحد. لم يكن يومها الأنتماء لحب فلسطين له هدف دنيوي. ولم يكن الرجال ألذين معنا يخافون. لم يعترفوا. كانوا رجال. وكان الهدف عدم الأعتراف حتى لو كنا أموات. لم يستطيع الأحتلال الأسرائيلي . أن يجبرنا على الأعتراف بأي شيء. لنحمل أنفسنا تهم من أجل أرضاء الصهاينه .
ولم نريد أن نكون أبطال في الحكم علينا بسنوات طويله في قضايا حاول المحتل ألصاقها بنا أننا نكتب مقالات عن حب فلسطين كل فلسطين هيه لنا.لان ما قمنا به هو واجب وشرف. . ثم ندعي البطوله أمام شعبنا . لم نكن من أصحاب الأعترافات السهله.لم نكن من أصحاب الزعرنات على ألمواطن وأرهابه بل كان الهدف فلسطين... نحن . كشعب فلسطيني الأن ليس لنا أنتماء غير فلسطين لكم أيها الأحزاب دينكم ولنا نحن ألفلسطينيين ديننا...نقول لمن يريد الحزبيه......... هؤلاء ، قادة لشعب فلسطين العظيم، شعب الشهادة والبطولة والنفس الطويل، والخبرات.. هؤلاء يريدون احتكار قيادة هذا الشعب (بالفهلوة) و(الهوبرة) مع جني مزيد من الأرباح لشخوصهم، وذويهم، وأتباعهم المتزلفين المنافقين.
نحن نعيش في زمن قيادات كل كفاءتها براعتها في المكائد، والدسائس، واللعب على الحبال، و(الدوبلة) مع الأنظمة، لضمان البقاء في مواقع القيادة، وهو ما يكفل لهم عقد الصفقات الشخصيّة، والإثراء، والوجاهة، والجاه لدى الأنظمة، وهذا يقتضي منهم أولا وقبل أي شيء: نيل رضى الأنظمة، لا رضى الشعب الفلسطيني.
كثيرون تصيبهم الحيرة وهم يتابعون الاحتفالات، ولا سيّما حاليّا، بينما كل شيء يضيع، حتى لكأنّها احتفالات مُكابرة، وعناد، ونكاية..
تنافس إعلامي مُمّل بين الفصائل، غير جذّاب، مُنفّر وغير لائق، ففصيل يدّعي انه له الحق تاريخيا بالقيادة، وكأنّ الماضي يشفع لحاضر .
وفصيل يراهن على أخطاء الآخر، وهما (تعميما) للفائدة يقيمان احتفالاتهما في الخارج، حيث يوجد الشعب الفلسطيني، لا ليستقطباه، ويؤثرا فيه، ولكن ليرياه في تلك المهرجانات حجم العلاقة التي تربطهما بفصائل وأحزاب و(قوى) عربيّة!
تحشد الفصائل بكّل السبل والوسائل (جموعا) و(حشودا) ليرى الآخرون حجم التأييد، والالتفاف، و.. على طريقة الانتخابات العربيّة، وحشودات الانتخابات العربيّة.
تأييد الجماهير لا يُشترى، لا بوسائل ماديّة، ولا بشعارات فارغة جوفاء لا تعني شيئا، لحمتها وسداها دغدغة العواطف، والضحك على العقول والذقون.
الألوف كانت تتدفق ذاتيا لتشارك في الاحتفالات، تعبيرا عن انتماء لخيار هو خيار المقاومة. وحب فلسطين. شعب يعشق فلسطين لا يعنيه من يتكلم وما دينه ألمهم يتكلم عن فلسطين
هل نشرح ما يجري تحت عيون البشر للقدس، ولشعبنا ولأسرانا ولأهلنا في غزّة، وأرضنا في الضفّة؟!
وتريدوننا أن نحتفل بانطلاقتكم، ومآثركم، ومعجزاتكم؟
كل طرف منكم يجار متباهيا: أثبتت الأحداث مصداقية خيارنا، وصوابيّة توجهاتنا.. نعم أنتما مصيبه!
حقّا: نحن نرفل بكّل هذا الهوان بفضل خياراتكم، وصوابية مسيرتكم، و.. عبقرية قياداتكم، ولهذا، لهذا بالضبط يستنكف شعبنا عن الاحتفال معكم بأعيادكم، لأنها لا تعنيه.
جميع التنظيمات مطلوب منكم تقديم كشف حساب مُفصّل أمام الشعب الفلسطيني.. اعترفوا بأخطائكم، فأنتم مخطئون وليس شعبنا.. شعبنا الذي أنهكتموه بخياراتكم، ومصائب أطروحاتكم.
شعبنا ردد دائما: عيدنا يوم عودتنا.. وأعيادكم لا تعيده إلى فلسطين، أعيادكم يا سادة باتت كابوسا له، لأنها تعني له أن طريق عودته طال.. طال كثيرا بسببكم!.... نائل أبو مروان كاتب وناشط.سياسي فلسطيني..
magdnoor@outlook.com