ديميستورا و «بن عمر» وإيران
في الأخبار أن تركيا وقطر تحاولان الضغط أكثر على الأسد في سعي حثيث للوصول إلى حل أو تسريع الحل في سوريا وإنهاء أزمتها التي استحالت حلاً والتي لن تبلغ من التهديد للإقليم على ما يبدو ما بلغته ازمة اليمن في انفلاتها واحتلاله إيرانياً قبيل عاصفة الحزم، ولكن، ما يصلح في اليمن قد لا يصلح في سوريا، وهو ما ثبت بعد أكثر من اربع سنوات على ثورة الشعب السوري ضد نظامه، ومع أن اليمن ليس فيه أقليات ولا اثنيات ليماثل الحال في المشهد السوري والذي كان يمكن لتعقد خارطته السكانية أن يعجل في الحسم، إلا أن الحزم والحسم في اليمن لكسر إيران وهزيمتها كان أبلغ وأكثر مبادرة، على الأقل كانت هذه وجهة نظر وزير الخارجية السعوي سعود الفيصل بأنه لا بدّ من كسر إيران في اليمن، وفي اليمن كانت الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث واحد هو جمال بن عمر والذي فشل وهو يحاول، لكنه لم يستقيل إلا بعد جهد طويل.
اليمن كان سقفه العودة للمبادرة الخليجية، وسوريا سقفها قبول إيران بأي تسوية، لذا يُصر المبعوث الدولي «ديميستورا» على أنه لا حل في المدى المنظور للأزمة السورية، مع التأكيد على أن الحل يبقى مطروحاً على الطاولة.
ويضيف «ديمستورا» طهران لقائمة الحضور في أي حوار مستقبلي بعد مقابلتها له بمستوى تمثيل متدنٍ وهو حاملٌ خرائطه معه، لكن دون جدوى أو التزام لا من النظام ولا من مليشيات الثورة ولا من قبل المجتمع المدني والائتلاف السوري.
هكذا أصبحت مهمة السويدي الأصل الإيطالي الجنسية «ديميستورا» مفرغة من محتواها، وخبرته الطويلة لأكثر من اربعين عاما لم تسعفه في إحداث اختراق جديد. فالنظام لا يزال قوياً ولا يجد مبرراً للدخول بشكل جدي للحل ما دامت الأرض تحت سيطرته في كثير من الجبهات خاصة دمشق والساحل.
ديميستورا هو المبعوث الدولي الثالث بعد كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي. وقد سبق هؤلاء الثلاثة لجنتان واحدة عربية للتحقق من اللحظة الثورية في بداياتها والتي ارسلتها الجامعة العربية وأخرى اممية للتحقق من انتهاكات حقوق الانسان وشكلت في آب 2011.
أما اللجنة العربية ورئيسها السوداني محمد مصطفى الدابي فكانت اقرب للنظام، وكانت تلح على أن الوضع في تحسن، لكنها فشلت وانتهت مبكراً، وفي حين خاب أمل كوفي عنان مبكراً مع إدراكه أن الحل في طهران.
فقد جاء الأخضر الإبراهيمي والذي سار على خطى عنان لكنه اهتمّ بتوسيع الحوار في محاولة للدخول للعمق أكثر، إلا أن خبراته الطويلة في ملفات الصراع لم تفلح في تطويع اطراف الصراع وإنها ء مجرياته أو حتى الوصول لهدنة طويلة.
دي ميستورا هو المبعثوث الدولي الثالث الذي يقرر أن طهران صاحبة القرار، وهو يقر بدورها في تزامن مع مدد الحوار المقبل مع الغرب حول ملفها النووي، والذي سينهي أمد الملف النووي، لكن هل ستبقى سوريا حتى ذلك الحل أم أنها ستصبح دول طوائف وتنتهي كدولة موحدة لأجل عيون آيات الله في طهران، وهل سيبقى من داعٍ لمبعوثي السيد بان كي مون سواء لسوريا أو ليبيا او اليمن.