آخر الأخبار
ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ

خارج السيطرة

{title}
هوا الأردن - سمير حجاوي

يفترض أن يشكل القضاء في أي دولة ضمانة للعدالة وحفظ الحقوق لأصحابها، لكن الأمر ينقلب إلى النقيض عندما يتحول القضاء والقضاة إلى أدوات بيد السياسيين أو النظام السياسي، عندها يختل ميزان العدالة ويعم الظلم والفساد ينما يقود إلى الانهيار في النهاية.

 


هذا بالضبط ما يحدث في مصر في ظل حكم الانقلابي عبد الفتاح السيسي، فقد تحول القضاء هناك إلى أداة سياسية وتحولت منصة العدالة إلى مقصلة للإعدامات، وتكفي الإشارة إلى صدور أحكام بالإعدام تطال أكثر من 1400 شخص خلال عام واحد فقط من سيطرة الانقلابيين على السلطة في مصر. وبرز نجم "قاضي الإعدامات" الأول في مصر والعالم محمد ناجي شحاتة الشهير باسم "أبو نظارة سوداء"، وتكرمت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عليه ومنحته لقب "قاضي الإعدامات الخرافية"، فهذا القاضي حكم بإعدام 529 شخصا في 20 دقيقة خلال جلسة واحدة، ثم عاد وحكم على 683 شخصا بالإعدام في جلسة واحدة، وتكررت بعدها أحكام الإعدامات الجماعية إلى الدرجة التي كرست شحاتة زعيما للإعدامات في العالم كله، رغم أنه عين في منصبه من قبل هيئة سرية من القضاة بمحكمة الاستئناف، وهي ذات الهيئة التي شكلت كذلك محكمة للإرهاب بعد انقلاب 2013 الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وتنكل يوميا بالعشرات من المصريين.

 


لم يدخر النظام الانقلابي في مصر أي وسيلة من أجل إحكام سيطرته على الأمور، واستخدم كل الوسائل، من البلطجية والبلاك بلوك إلى الإعلام والإعلاميين الفاسدين ورجال الأعمال الذين يسرقون المصريين جهارا نهارا، إلى القضاء الذي يعمل على إدخال المصريين إلى "بيت الطاعة" بالقوة، والرضوخ للانقلاب الدموي الذي أطاح بالشرعية ونتائج صناديق الاقتراع. ويختار قضاة حاقدين على المجتمع مثل ناجي شحاتة، الذي لا يرى الدنيا إلا سوداء بلون النظارات التي يرتديها في قاعة المحكمة، ويصدر أحكام قاسية بلا رحمة ولا شفقة، ومنها الأحكام "القراقوشية" ضد الصحفيين ومن بينهم صحفي قناة الجزيرة الإنجليزية الذين حكمهم بالسجن لمدد تصل إلى 10 أعوام بتهم ما أنزل الله بها من سلطان. في الوقت الذي وصف فيه "قناص العيون" الذي كان يقتل الناس بقنص عيونهم بأنه "ضابط غلبان" ولم يكن يقصد قنص عين أحد.

 


هذا القاضي هو امتداد للحالة الأمنية الخطيرة التي تهمين على مصر، وهو من أعداء ثورة يناير، ويمنح الغطاء القانوني لانتهاكات حقوق الإنسان إلى الدرجة التي دفعت دبلوماسيا غربيا إلى وصفه بأنه "خارج عن السيطرة تماما"، فهو يحكم بالإعدام ويهدد محامي الدفاع ويمنع أهالي المعتقلين والمحامين من حضور الجلسات، ويوبخ المحامين ولديه هواية "إرسال الرؤوس إلى المقصلة"، فالمعتقل عنده مجرم لا تثبت براءته.

 


جميع القضايا التي حكم بها تنقصها الأدلة، والإجراءات السليمة، والشفافية، والأحكام التي يصدرها مسيسة دائما، وهو لا يخفي تأييده للانقلابي السيسي، وأنه مستعد للحكم بإعدام مصر كلها، إذا كان ذلك في مصلحة السيسي ونظامه الانقلابي.

 


القضاء المصري من خلال قاضي الإعدامات تحول إلى "غول" أو "أبو رجل مسلوخة" لإرهاب الشعب كله، وهو مثال صارخ لهذا القضاء الذي يفتقر للمحاسبة والشفافية والانضباط، بعد إبعاد كل القضاة والمحامين ورجال القانون الشرفاء بالقوة.

 


الجزار وقاضي الإعدامات أحد وجوه الأزمة في مصر التي يغرقها الانقلابيون في الأزمات والمشاكل والمآسي وعدم الاستقرار، فكل شيء يسير إلى الوراء هناك بسبب اختلال موازين العدل وغياب الوعي وسقوط النخبة تحت "بيادات العسكر"، مما يجعل كل شيء خارج السيطرة فعلا.

تابعوا هوا الأردن على