العقبة والسلطة والناس
تتيح لك العقبة اكتشاف الخلل دونما عناء، صغر المدينة ومحدودية المرافق تساعد على ذلك، وعنوان نهاية الأسبوع كان حديث الناس هناك عن اجراءات السلطة ضد المخالفين والمعتدين على القانون وتصويب الأوضاع، طبعا الوضع بين رأيين هناك معارض يرتع على مخالفة القانون، وملتزم بالقانون أضره نمو التجار المخالفين وامتدوا وسط الأحياء السكنية..
لكن العنوان الأبرز في الشارع كان في عطلة نهاية الاسبوع وعيد العمال هو الفوضى في المرور وإصرار الزائرين على الوقوف في عرض الشارع، وهكذا اضحت الشوارع مأزومة، ويرافق ذلك الاصطفاف غير المرخص على الشارع الرئيس باتجاه الشاطئ الجنوبي، وهذا الأخير تمّ تأهيله قبل سنوات، لكن دونما صيانة أو تطوير أواستمرار برعايته، فآلاف المواطنيين الذين ينامون هناك في خيمهم او سياراتهم أو يفترشون الأرض، بحاجة لمطاعم مرخصة ومرافق صحية واكشاك منظمة ودوريات شرطة خيالة أو رجاله.
أما واقع الحال اليوم فإنه إن استمر بدون رعاية أو تطوير أو إدامة للمرافق وتوسيعها فهو سينتهي إلى الفشل والمطلوب دعم السياحة الشعبية وتطوير خدامتها لأنها الأكثر جلباً للحركة التجارية للمدينة.
في عيون أهل العقبة وأعيانهاهموم عديدة، ومنها ما يعالجه رئيس السلطة الجديد الدكتور هاني الملقي بعد ثمانية رؤساء بعضهم أمضى ثلاثة أشهر فقط، فالرجل الجديد، والذي تسعفه دبلوماسيته وخبرته في معاملة الناس حتى الآن، يراه الناس راغب بالعمل، وبعيد عن الاستعراض، وفي رأيهم أنه من أول لحظة جاء ليصلح الفوضى والتعدي على القانون.
أمام مقهى جمعة الخولي البسيط جداً والذي يعود للخمسينيات من القرن المنصرم، يكفي الجلوس مساءً لتلتقي بوجهاء وأعيان وتجار العقبة، الذين اعتادوا المكان وتسمع العتب على الحكومة وسلطة العقبة وكلام السسياسة وحال المجتمع.
وفيمجلس لم يخلُ من حديث بعين الزائر، لكنه احتاج للتصحيح عن رؤية أهل العقبة لمدينتهم، ثمة شكوى من النواب ومن بعض مواقفهم، وثمة عتب على الحكومة لترك العقبة للنسيان في آخر سنواتها وتعدد الرؤساء، لكن أحد اكبر وجهاء العقبة السيد عطالله رمضان الفيومي أبو راكز يرى أن الرئيس الجديد قريب من الناس ويريد تطبيق القانون ويقول:» أفضل شي عمله تطبيق القانون وهو يريد تعديل قانون السلطة وهذا أمر جيد كما يرغببعمل هيئه استشاريه للتشاور مع المجتمع المحلي ومن يعارضه عايش وهو مخالف ..».
وفيما جمعة الخولي صاحب المقهى يرى أن طابع الزرقاء انتقل إلى العقبة بحيث اصبح هناك عقبة جديدة وأخرى قديمة، فإن مدير غرفة تجارة العقبة عامر المصري يرى أن الرئيس الجديد لدية برنامج لكيفية الارتقاء بالعقبة،وهو يريد جلب أشهر الماركات والعلامات التجارية للعقبة كونها تفتقد لها» ويضيف المصري:» الإعلام مقصر وبعض المواقع مدفوع لها من إدارات سابقة، والعقبة تراجعت في السنوات الأخيرة وحصلتخريب لكل الانجازات لذلك كان يجب على الرئيس الجديد أخذ إجراءات صعبة فسكر1200 محل مخالف بين المنازل والناس نتأمل خير..».
في عيون الناس الكلام الكثير، عن العقبة وعن تهميش أهلها وعدم توليد قيادات من أبناء المدينة في دوائر السلطة المختلفة، وهي مطالب محقة، أما المدينة فتظل بحاجة للعمل والإدارة المتخصصة بعيداً عن موظفي الحكومة، والبيروقراطية، فالبعض يرى أن ترخيص استثمار في أي محافظة أسرع من الترخيص داخل العقبة ذات الطبيعة الاستثمارية والخاصة.!