اتفاق روسي - أميركي على تقسيم سوريا
هوا الأردن - عبدالله الظفيري
تحدثت بعض وسائل الإعلام الغربية، ومنها «معاريف» الإسرائيلية، عن أن الولايات المتحدة وروسيا تجريان محادثات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، ينص على تقسيم سوريا الى مناطق وفقاً للقوى الفاعلة فيها كحل لإنهاء القتال هناك.
وتشدد هذه الأخبار والتحليلات على أن كلاً من الجانبين الروسي والأميركي يفترضان أن القتال في سوريا وصل إلى طريق مسدود، وأن أياً من الأطراف لم ينجح في حسم المعركة العسكرية على الأرض، ولذلك لا بد من تقسيم البلاد بين الأسد الذي تدعمه روسيا وتسعى الى ضمان استمرار توليه زمام السلطة، وبين المعارضة التي بدأت توسع مناطق سيطرتها خلال الفترة الأخيرة،
وتشترط روسيا أن تقسّم الخريطة بشكل يخدم مصالحها، بحيث تتضمن خطة التقسيم استمرار سيطرة الأسد على العاصمة دمشق وعلى غالبية المناطق المحيطة بها، إلى جانب السيطرة على مرتفعات الجولان وعلى المناطق المؤدية إلى مدينة طرطوس الساحلية، وذلك لضمان السيطرة على ميناء طرطوس، حيث القاعدة العسكرية الروسية.
وتفسر هذه الصحف المعارك الضارية بين قوات الأسد والمعارضة خلال الأيام الماضية بمحاولة السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار.
هذه الأخبار وغيرها، إضافة إلى مسار الأوضاع السورية المعقدة، كل ذلك يثبت أن الأميركيين والروس لم يكونوا في أي يوم من الأيام مختلفين حول الثورة السورية، لا بل مارسوا نوعا من تبادل الأدوار للوصول إلى نتيجة واحدة، وهي إعادة اختراع «سايكس ـــ بيكو» جديدة في سوريا كمقدمة لــ «سايكس ـــ بيكو ـــ أميركي» جديد في كل المنطقة العربية، يجعل من إسرائيل الدولة الأشد قوة الوحيدة في المنطقة.
بلادنا العربية مستهدفة في بنيتها السياسية والاجتماعية وفي أدوارها التاريخية والحضارية، والقوى التي تستهدفنا تعمل على إغراق شعوبنا بالكوارث والدم، من أجل أن تعتبر هذه الشعوب أي حل يقدم لها ولو كان تقسيميا تفتيتيا هو نعمة وفرصة، يجب عدم إضاعتها.