خطة الأردن السرية لغرب العراق
مئات الشخصيات العراقية، من أثرياء ووجهاء عشائر ونواب وضباط سابقين وقيادات في الصحوات ورموز امنية، من مناطق غرب العراق، تعيش حاليا في الأردن، وتحمل اقامات رسمية، وتتحرك هنا في سياقات محدودة، دون بروز الى العلن.
كل هؤلاء لهم امتداد قوي جدا داخل غرب العراق، وهؤلاء على صلة ايجابية بالاردن، حد الولاء الكبير، واعتبار عمان مركزا سياسيا لغرب العراق في هذا الوقت، وهؤلاء جميعا لهم تأثير ونفوذ يجعل الاردن حاضرا في غرب العراق، وبعض هؤلاء يشارك حاليا في اجتماعات حساسة جدا هنا في عمان، على مستوى العراقيين، من جهة، وعلى مستويات اخرى غير معلنة.
الاردن بدأ بتأسيس اولى شبكات امتداده في غرب العراق بعد سقوط نظام صدام حسين 2003 وكانت احدى صور هذه الشبكات، الصحوات التي ادار الاردن جزءا منها في غرب العراق ضد القاعدة، وكانت بعض رموز الصحوات تتردد الى عمان من اجل التنسيق وتلقي التعليمات وتقديم المعلومات، وربما لاجل قضايا اخرى.
بما ان العراق مهدد هذه الايام بالانشطار الكلي، فالاردن معنى تماما بجواره العراقي، والاردن مهدد لعدة اعتبارات، اولها وجود التنظيمات المتشددة داعش وغيرها في غرب العراق، ثانيها احتمال حدوث موجات هجرة لاهالي هذه المناطق الى الاردن، وثالثها تأثيرات الحرب الاجمالية بين بغداد المركزية وداعش من جهة، واستعداء بغداد المركزية ايضا للمكون العراقي السني غرب العراق، وشعور هذا المكون ايضا ان هناك من يريد تصفيته بذريعة انه يتبنى داعش او انه لايختلف عن داعش!.
ما الذي يمكن ان تفعله عمان وتخطط له هذه الايام، ازاء ملف غرب العراق، غير التحسب والرقابة، والمتابعة، والادارة الامنية المرهقة يوميا لهذا الملف؟!.
وفقا لمطلعين فأن ملف غرب العراق يخضع لقراءة أردنية عميقة هذه الايام، وهناك استشعار ان اخطار هذا الملف سوف تنفجر باتجاه الاردن خلال العام الجاري، سواء على صعيد سعي التشدد للتسلل الى الاردن، او عبر موجات النزوح المحتملة، او حتى وصول غرب العراق الى مرحلة قد يعلن فيها الانفصال الكلي عن العراق، وهو وضع لابد ان يكون الاردن جاهزا له، على مستويات عدة، امنيا وسياسيا واقتصاديا، لان عمان ستجد نفسها امام قطعة ارض كبيرة عائمة بسكانها السنة تضغط على الشاطئ الاردني للرسو.
نريد من المسؤولين في عمان ان يتحدثوا الينا بشفافية، عن خطتهم المستترة ازاء غرب العراق، وماهي تفاصيل هذه الخطة، وليقولوا لنا ماهي استعداداتهم للمرحلة المقبلة، والتفاصيل التي تم التوافق عليها في هذا الصدد ، اذ لايكفينا الكلام هنا عن وحدة العراق والتنسيق مع بغداد، وغير ذلك من كلام دبلوماسي لايلغي ان هناك خطة محددة للتعامل مع ملف غرب العراق في مرحلة ما، اذا خرج عن السيطرة وبدأت تداعيات هذا الملف بالتسلل الى الاردن، خصوصا، ان هناك شركاء من غرب العراق في خطط مواجهة السيناريوهات المقبلة.
لتكن هناك مبادرة رسمية صريحة تكشف ماذا قررت عمان في حال حدوث هذا السيناريو او ذاك، بدلا من ترك القصة للتسريب الحساس، الذي قد لايحتمله كثيرون، وقد يلام المسرب لانه كشف سرا من هنا او هناك، واذا كان طبيعيا ان لايتم كشف خطة سرية حساسة ومتكاملة مرتبط بعضها بواقع ميداني حالي، فأن المطلوب المصارحة فيما هو ممكن منها اذا كان ذلك جائزا من حيث الرد على كل الاحتمالات ولو بعناوين عامة.
لابد من وضع الناس في صورة الاخطار وما الذي سيفعله الاردن في سيناريوهات محددة غير مسبوقة، بعضها مقبل على الطريق.