حوار الارملة والعانس
من وحي حوار دار بين الاعلامية "اميرة بدر" مع منقبة تدعى "منى" في برنامج ـ بنات البلد ـ المذاع على فضائية ( الحياة المصرية ).إدعت : ( ان الجن حكم عليّا ما "اتجوزش" علشان كان يعاشرني،وما بِحِبشْ حدا يشاركه فِيَّا ) .المقابلة حظيت بمشاهدة الملايين على اليو تيوب ـ ولم تزل ـ . احدهم اخذ حديثها على محمل التسلية، وآخر على محمل الهبل،بينما الثالث نظر اليها من زاوية الدجل.بالفحص العقلاني للواقعة،والتحليل العلمي القائم على علم النفس،والغوص في اعماق الذات الانسانية للكشف عن خباياها الدفينة،ورغباتها المخبوءة.بعيداً عن ثرثرة السذج، و"قعدات الغيبة" و "مجالس النميمة" الممتدة حتى الهزيع الاخير من الليل، وتحكيم الارقام التي لا تكذب.تشير الاحصاءات الرسمية الى ان العنوسة من اشد مشكلات الوطن العربي خطورة،لما تولده من امراض جسدية،نفسية،اجتماعية،و اخلاقية عند الجنسين .
في مصر اكثر من عشرة ملايين عانس،وفي الامارات بلغت نسبة العنوسة 35%، اما في سوريا تجاوزت الـ 60%، بينما تخطت العراق الخطوط الحمراء حتى وصلت الـ 85%. في عمان، بات إنتشار بائعات الهوى ظاهرة مؤرقة.المواطنون يطالبون عبر الاذاعات المحلية،وضع حدٍ لانتشارها في الشوارع ،فيما اعلن الناطق باسم مديرية الامن العام: ان الامن نفذ عدة حملات،اسفرت عن ضبط "140" حالة في شمال العاصمة،ونسي او تناسى الناطق ان ينطق عن احوال طقس"الهوى"في الجهات الثلاث الباقيات، ام ان تلك الجهات من الصالحات الفاضلات اللواتي لم يمسسهن سوء،يجلسن خارج الشبهات مثل رجالات النخبة الذين فتحوا بوابات الفساد على مصاريعها في كل المؤسسات ؟!.
نرى كما يرى علماء الدين والاجتماع و المستنيرين من اولياء الامور الذين يريدون خيراً لابنائهم،ان لا حل لعنوسة ـ الشاب والفتاة على السواء، الا بالرجوع الى تعاليم رسولنا الذي لا ينطق عن الهوى، و الاخذ باحاديثه الشريفة كمنهج تنتهجه الامة للتحرر من آفة العنوسة العويصة : "اذا جاءكم من ترضون دينه و امانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن في الارض فتنة وفساد كبير".الطروحات التي تنضح تفاهة وهيافة لا تحل مشكلة مثل طرح وزيرة فرنسية "البكيني في مواجهة الحجاب"،والتعري للتحرر من ظاهرة التحرش الجنسي" التي طالبت به احداهن لوقف التحرش الجنسي. اول التدابير لدرء الفتنة المفسدة،عدم الغلو في المهور،و الحد من الحفلات المكلفة في فنادق الدرجة الاولى،و تيسيير الزواج مع حفظ حقوق المراة ."خير النساء ايسرهن مهرا".
بعدسة الكاتب السيكولوجية،التقط حواراً دار بين ام فادي الارملة الطروب و سعاد العانس دون مكيجة او تورية.
* مساء الخير يا احلى ام فادي.
ـ مساء الخيرات والليرات، من زمان "ها لقمر ما بان" يا ست سعاد، وين ها لغيبه؟!.
* الله يجبر خاطرك،بس انا غاب قمري ، وراحت عليَّ ـ صرت عانس ـ ،لكن انت بعدك زي فلقة القمر مع انك خلفت نص دزينة.المهم،قلت ازورك بعد اربعينية المرحوم ابو فادي، يمكن تكوني زهقانة.ترى غياب الزلمة بيوجع القلب،وبِهِّدْ الحيل مثل ما بتقول الارامل!.
ـ لا يا خيتي سعاد ، مين قلك اني زهقانة ؟!. زلمتي صحيح مات..بس ما قطعني.كل ليلة بيجي، بيقوم بواجبة زي حصان ابو عرقوب ـ .ابو فادي فحل قبل الموت،و بعد الموت. الله وكيلك من يوم زواجنا، ما برتاح الا " بكثرة الحركة".
* وَل عليكِ ...شو صار لعقلك يا ام فادي.المرحوم انتقل لرحمة ربه وعظامه صارت مكاحل و انتِ بعدك بتقولي عنه انو بتعب من القعدة،و برتاح بالنطنطة.
ـ كلامك صحيح.لكن "ابو فادي" لما بَرَكْ بالبيت اخر عمره، تاب لربه،وطفح وجهه بالنور من كثرة الصلاة والاستغفار.صار شفاف زي الملائكة،ودعوته مستجابة مثل اولياء الله الصالحين.كانت وصيته قبل ما يموت بساعة : إسمعي يا ام فادي استحلفك بالله بس قولي : انا " هنية "،مشتاقة لقعدة طرية. برمشة عين، بكون قاعدلك على طرف الفرشة.الحمد لله، ظل عند كلمته، زلمه... كلمته ما بتنزل الارض.
* انا خايفه ـ يا هنية ـ إلي بيجيلك ابليس اللعين مش ابو فادي،لانك دايماً كنتِ تشتكي من المرحوم انه خربان. كيف صار " من اصحاب الكرامات و بلبس جُبة خضرا"،و حصان اصلب من المطرقة على السندان... كلامك ما بقبله علم ولا شرع ولا عقل. اسم الله على عقلك يا ام فادي،هاظ ابليس... يا راكبه... يا راكبك !.
ـ حرام عليكي يا سعاد،جوزي زلمه من اهل الله،و ابليس ما بلبسه.صحيح كان مشلول اخر ايامه ما فيه عرق بتحرك،بس بعد ما مات ـ الله يرحمه ـ دبت فيه الحياة،و رجع حامي زي الطلق،...سبحانه في مكانه،يحيي العظام وهي رميم !.
* " سلامٌ قولاً من رب رحيم ". اعوذ بالله من الشيطان الرجيم،بنصحك يا ام فادي تشوفي شيخ يقرى عليكِ، او روحي على مستشفى الفحيص،هناك الطب النفسي متقدم و الاطباء شاطرين خاصة الختيار ابو نظارات طبية مثل قاع الكباية.هالشايب الي ما بتشتريه بتعريفه، بشوف إلي مخبى جواكِ من اول نظرة،وبعرف شو بتعاني من الكلام معاكِ من دون قسطرة او عملية جراحية.... ـ ما شاء الله عليه ـ سره في اضعف خلقه !.
ـ ما شاء الله عليكي “بدك ابهدل حالي مع الدكاترة،وافضح زلمتي بقبره”.. والله الحسد مبّين بعيونك يا سعاد.
* بلا حسد... بلا بطيخ، الي بيجيكي بالنوم، حلم شيطاني بضغط على انفاسك،ورغبة نفسية لاشباع رغباتك المكبوتة...،مش زلمتك ابو فادي.ـ بلا مسخرة وقلة حيا ـ
ـ والله الغيرة اكلتك يا سعاد..احنا نسوان و بنعرف لغة بعض. ابو فادي اصيل برجع كل ليلة مثل هبوب الريح،وبدك اجيب شيخ عشان اطفشه. انتِ اكيد عقلك خف .
* بس كلامك غير معقول،و ما بركب عقل ولا حتى بمشي على نص نعل.اتقِ ربك يا ام فادي.
ـ خلص يا سعاد، كلامك مثل تطبيش الصوان.نصيحتي إلك، تروحي لشيخ،بلكي جاب إلك جني يفك زهقك ،ما انتِ طول عمرك محرومة مثل شتلة نعنع ناشفه،قربت تموت، وما شافت ريحة ميه ،فرجيني عرض كتافك. خليني احضّر حالي لابو فادي،ترى الليله ليلته.
* ..........تخرج سعاد للشارع غاضبة على نفسها،ومتمتمة في سرها : الله يقطع حظي طول عمره نايم،زي اجور عمالنا... ليش انا منحوسة مثل مقصوفة العمر ام فادي...حظها زي الحديد بفلق الحجر، دايما طالع لفوق ،مثل حديد مصانع الحديد تبع رؤساء وزراءنا...!.