فلسطين، أكبر من خارطة .. اكثر من ذاكرة
مع الذكرى الجديدة لنكبتنا الفلسطينية، تقام العديد من الاحتفاليات بكل غرابة في فلسطين ومخيمات الشتات، ولكن .. هل يحتفل الناس بنكباتهم؟
بعد مرور 67 عاما من الدمار الذي خلفته آليات الحرب الاجنبية، الاسرائيلية والعربية على الارض المقدسة، ما زال هناك العديد من الذكريات التي لن تمسحها الحروب ولا كل المفاعلات النووية في هذا الوجود.
انشغل العالم هذا العام بالمفارقة الرقمية في تاريخ النكبات والويلات على الشعب الفلسطيني، فهذا العام تصادف الذكرى السنوية رقم 67 لنكسة عام 1948، بالوقت ذاته تصادف الذكرى رقم 48 لنكسة عام 1967 .. وهم يحصون الارقام ويعدون السنوات العجاف، لم يتسائل احدهم في اي عام سينتهي الحصار!
فلسطين ليست مجرد ارض عاش عليها الاجداد، فلسطين ليست مجرد خارطة رسمت في دفاتر المدارس او حيطان المخيمات، فلسطين ليست اغنية او موال، فلسطين كانت وما زالت وستبقى أكبر من خارطة وأكثر من ذاكرة واعمق من اي حقيقة مثبة.
الفكرة الوحيدة الآن، هي ان فلسطين ليست تلك الارض الواقعة بين البحر الاحمر والمتوسط، ليست تلك الارض التي تحاذي الاردن وسوريا ولبنان ومصر، فلسطين الآن هي ذلك الوجدان الذي يسكن في أكثر من 12 مليون شخص حول العالم.
حسب دراسة اجريت مؤخراً، تبين ان هناك 12 مليون فلسطيني من الاحياء على هذه الارض، 4 ملايين منهم فقط في فلسطين التاريخية، بينما هناك حوالي 8 مليون شخص مشتتين في انحاء العالم، كل شخص منهم يمثل فلسطين في كل دولة وكل قرية وكل محيط.
لم تنعم هذه الارض منذ بزوغ شمس التاريخ بأي سلام، وضحت منذ نشأتها بالشهداء، من المسيح عليه السلام مرورا بكل الانبياء والصدقين، وانتهاء بالمقاتلين الفدائيين، فكانت غصة في حلق العدو المتغطرس والذي يعرف يوما بعد يوم ان لحظة الحقيقة اقتربت.
من نظر دينية، وحسب كتاب " القيامة الصغرى " للشيخ عمر سليمان الأشقر ، وكتاب " أشراط الساعة " للشيخ يوسف الوابل، فانه من علامات قيام الساعة تحرير بيت المقدس، ويبقى دائما في بالي تلك الفكرة: قدمنا ملايين الشهداء، ورحل اجدادنا وهم ينتظرون حلم العودة، واستشهد الفدائيين وهم يحاربون من اجل لحظة الانتصار، ومن ثم اذا حررت هذه الارض قامت الساعة! اي نحسٍ هذا الذي يرافق الفلسطيني الفقير، والذي اذا قلتم له لا تحزن فان الله سيعوضكم بجنته غدا، سيقولها لكم للمرة الاخيرة: جنة على الارض وجنة في السماء هي بلادنا .. لنا ونريدها.