67 عاما على النكبة : ما أطول الليل !
كان الخامس عشر من أيار قبل 67 عاما يوما استثنائيا للفلسطينيين والعرب وحتى العالم فقد كان شاهدا على محو وإزالة اسم فلسطين عن خارطة العالم السياسية والجغرافية و قيام كيان الاحتلال الاسرائيلي.
جاءت نكبة فلسطين في ظروف حالكة وظالمة ولا منطقية، فبأي منطق تفرغ المدن والقرى الفلسطينية من سكانها ويُستبدل مكانهم لقطاء جاءوا من كافة بقاع الارض، مجموعة من الصهاينة وقطعان اليهود الذين نفتهم البشرية، بعد ان عاثوا في بلدانهم فسادا، والقتهم في أرضنا من أجل أن تكون لهم دولة، جاءوا بمساعدة وتواطىء من ما يسمى زورا وبهتانا "العالم المتحضر".
تفرق الشعب المكلوم فى الشتات بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت واصبح أصحاب الوطن يفترشون العراء ويتفرقون على 61 مخيما في داخل حدود فلسطين وخارجها وتمزق أبناء الشعب الأعزل فى أرجاء المعمورة يحلمون بالوطن ويترقبون العودة إلى الديار.
ففي كل عام وفي مثل هذا اليوم تدور الحكاية وتعاد في خضم ذكريات تعج بالأحداث، يمر الزمان من المكان والذاكرة ويبقى العام يراوح في العام الذي سبقه وما يزال الجرح جرحاً، والنكبة نكبة بل نكبات من هنا وهناك.
كلّ المشاهد والكلمات التي عاشها الفلسطينيون ما زالت تعيش في كل شاب وفتاة وامرأة وشيخ لتخرج بطريقة أخرى كالخيال والحلم المنثور في نفوسهم ... شيء يرفض الانكسار ... جرح يستوطن القلب والروح ... لا جواب لأسئلة الوجع ... مهما تغربنا سنظل نحن أبناء الوجع ... لا وجع أقل ولا وجع أكثر.
لن ننسى ما حدث لنا على أرضنا الثكلى وما زال يحدث ... ليس فقط لأن الذاكرة المغروسة في اولادنا واحفادنا خصبة وقادرة على استعادة حكاياتنا الحزينة، بل لأن الحكاية في الأصل حكاية الأرض والشعب ... حكاية المأساة والبطولة التي لا تزال تروى بالدم .
في كل نكبة تمر علينا في حياتنا نحلم أكثر مما مضى بأن الغد أفضل وان ما وقع علينا من ظلم سيزول، الا انه وبالرغم من الصورة المضيئة التي نحاول رسمها ، الا ان أرواحنا تنطق وتصرخ: ما أطول الليل.. ما أطول الليل!.