رفع الدعم عن الخبز: ضربة جديدة لفقراء الأردن

لا ادري حقيقة كيف تغفل حكومة الدكتور عبد الله النسور عن اختيار التوقيت المناسب للتصريح عن قراراتها الجديدة التي سيتم تطبيقها على المواطنين! وكثيرا ما أتساءل: أين هم المتخصصين في العلاقات العامة وخبراء الاتيكيت ليقدموا النصح للنسور وفريقه الوزراي تجاه العديد من التصريحات التي يتم اطلاقها ولا يتم اختيار التوقيت الصحيح لها.
أعتقد أن الجميع أو على الأقل ممن سيتضررون من رفع أسعار الخبز يتساءلون الآن عن سر التوقيت الخاطئ لهذا القرار في ظل صعوبة الظروف الاقصادية والاجتماعية التي يمر فيها الشعب الأردني وهي التي لم تعد خافية على أحد! قبل أيام، امتلأت الصحف التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي بنشر أخبار وصور وتغريدات وعبارات عن إطلاق الوثيقة الاقتصادية للسنوات العشر القادمة والتي تم اختصارها على تويتر بهاش تاغ Jordan2025 ، وقد استبشرنا خيرا بضحكة أبو زهير وهو يسلّم الوثيقة للملك في احتفال مهييب حضره عدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة.
استبشرنا خيرنا ويا ليتنا لم نفعل، فقد كان التصريح الصادم من دولته بأنه سيتم رفع أسعار الخبز، حيث قدّم العديد من المبررات التي شخصيا وغيري الكثيرين لا نجدها مقنعة، بل على الأقل كافية لتبرير هكذا قرار يعني أن سعر كيلو الخبز سيصبح نصف دينار بعد رفع سعره! نصف دينار، وبحسبة بسيطة مني أنا التي لا تتقن أساسيات الرياضيات، نجد أنه بالمتوسط فإن العائلة الأردنية ستنفق دينار يوميا على شراء الخبز "العادي"، طبعا عدا عن الخبز "الحمام"، "الكعك"، "القرشلة" فيما لو قررت أي عائلة أردنية شرائهم، فالمبلغ سيتضاعف!
لا شك بأن توقيت الاعلان عن رفع أسعار الخبز سيء وغير مناسب أبدا، فإذا كان الاعلان هكذا فما بالكم في القرار نفسه، وتبعاته وحيثياته على الفقراء أنفسهم، وأرجو أن لا يخرج أحد ويقول: شاهدي أكوام الخبز اليابس في النفايات يوميا في عمّان وخارجها، فالجواب جاهز وأعتقد أنه منطقي وواقعي .
فهذا الخبز يشكل وجبة طعام للأشد فقرا، حيث نراهم يوميا ينبشون الحاويات والنفايات على قارعة الطريق للحصول على كسرة خبز تساهم ولو بالقليل في سد جوع طفل أو امرأة لا حول لهما ولا قوة! ثم ما الضمانة لدى حكومتنا ورئيس وزرائنا أنه برفع أسعار الخبز سيتم المحافظة على هذه النعمة وعدم رميها في الحاويات والشوارع؟ الجواب الواضح أنه لا ضمانة أبدا، بالتالي ، لتتوقف الحكومة عن هكذا مبررات ولترفع السعر على الأغنياء والوافدين المقتدرين ضمن معادلة معينة تساهم في ايجاد مصدر دخل للحكومة ولكن في الوقت ذاته مع بقاء سعر الخبز كما هو عليه الآن.
توقيت سيء ؛ سيء جدا في اعلان الحكومة أنها ستتخذ قرار برفع سعر الخبز قريبا، وهي التي إن قالت فعلت فقط فيما يتعلق بالرفع، فقد اعتدنا على الرفع في الأسعار ولكن الى متى سنواصل الاعتياد ونواصل السكوت، فقد صدق المثل الشعبي القائل "كتر الضغط بولد الانفجار" وأخشى أن يكون الانفجار اجتماعيا كما صرّحت النائب رولا الحروب مؤخرا في لقاء لها على رؤيا ضمن نبض البلد .. الله يستر!