لقاء الرئيس بالصحافة
عندما تكون الظروف العامة صعبة ، يتحول العمل الاقتصادي إلى الدفاع ، أي محاولة الحد من الخسائر ، والحفاظ على المكتسبات ، والحيلولة دون التراجع ، بانتظار تحسن الظروف ومن ثم العودة إلى حالة الهجوم.
الخطة العشرية الواردة في وثيقة الأردن 2025 تحتوي قدراً من الاهداف والتوقعات والتمنيات ، ومع أنها كتبت في ظل الظروف الصعبة التي تواجه البلد إلا أنها اختارت أسلوب الهجوم وحسناً فعلت.
لا يقنع المسؤول الأردني بالوضع الراهن وكأنه نهاية المطاف ، ولا يقبل بموقع الدفاع ، فالهجـوم خير وسائل الدفاع ، ذلك أن العمل لأهداف طموحة ، إذا لم ينجح نجاحاً كاملاً ، فإنه على الأقل لا يسمح بالتراجع.
في اللقاء الذي جمع الصحافة مع الرئيس كان هناك قدر من الدفاع عن الإجراءات والسياسات الحكومية والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها ، ولم ينتقل الرئيس إلى الهجوم أي برنامجه للمستقبل القريب إلا بقدر ما يعني النجاح النسبي السابق قدراً من الاستمرارية.
بشكل عام عرض الرئيس بقدر كبير من الثقة إنجازات الاقتصاد الأردني باستعراض المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية خلال السنوات الثلاث الفائتة ، وما تحقق خلالها من إنجازات قد تكون متواضعة بمقياس الطموحات ، ولكنها مقبولة في ظل الظروف والمخاطر الإقليمية.
لأمر ما لم يتطرق الرئيس للخطة العشرية ، فالحديث اقتصر على الفترة 2012-2015 أي فترة ولاية حكومته ، ولم يتناول المستقبل أي 2016-2025 ، ربما لأنه لا يتطلع لأبعد من عهد حكومته.
ما قدمه الرئيس لرؤساء تحرير الصحف بمثابة كشف حساب بما فعلته هذه الحكومة والنتائج الإيجابية التي حققتها، وخالية من الاعتراف بالسلبيات مثل التباطؤ الاقتصادي ، وجمود الصادرات ، وتأجيل إصلاح عمليات الدعم ، وارتفاع معدل البطالة ، والاستمرار في فتح الحدود للجوء السوري الكثيف بالرغم من عدم حصول الأردن على تعويضات كافية لمواجهة الكلفة.
حكومة النسور تتعرض لقدر من النقـد ، ولكن لديها ما تقوله.