يلا نفطر مع بعض
خلال اليومين الماضيين، تباينت التصريحات واختلفت وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي حول الفعالية المجتمعية "يلا نفطر مع بعض"، والتي يتم تنظيمها خلال شهر رمضان المبارك بمشاركة مجموعة من المواطنين.
في البداية، تناقلت وسائل الاعلام تصريح مدير منطقة زهران في امانة عمّان الذي أبلغ المنظمين للفعالية التي تقام منذ ثلاث سنوات في عمّان بأنه سيتم منعها العام الحالي وقد تضمن البيان العديد من الأسباب، أقتبس منها "ما تتضمنه من ممارسات مخلة بالآداب، لا تتفق مع حرمة شهر رمضان، كالاختلاط بين الشباب والفتيات في الشارع وتدخين الأراجيل".
هل يعقل أن نقرأ هكذا تصريح من شخص يعمل في موقع المسؤولية؟ لا اأدري حقيقة هل كان يتكلم عن قناعة بأن فعالية في مكان عام يشارك فيها الشباب، الأطفال، النساء وكبار السن وحتى الأجانب الدارسين والمقيمين في عمّان تحديدا يتم فيها تصرفات مخلة في الآداب؟!
حقا تصريحات غريبة تلك التي جاءت على لسان هذا الموظف فقد أثارت مواقع التواصل الاجتماعي وأحدثت جدلا وطرحت العديد من الاسئلة لعل أبرزها الى أين نتجه؟ هل نريد منع الفعاليات الشبابية فقط لأن من يشارك فيها الجنسين مع اختلاف الأعمار؟
والحمد لله أن العقلاء تدخلوا لوقف كل تلك الشكوك، لنقرأ على المواقع الاخبارية مجددا تصريح حول هذه الفعالية ولكن التصريحات هذه المرة جاءت بالنفي من أمانة عمّان الكبرى ومبشرة بالخير، حيث ورد في البيان الصحفي الذي تم توزيعه على وسائل الاعلام "أكدت أمانة عمّان الكبرى أنها لا تمنع اقامة افطارات رمضانية جماعية من قبل المواطنين في الحدائق العامة التابعة لها والمنتشرة في كافة مناطق العاصمة وبالتنسيق المسبق معها وبما يراعي حرمة الشهر الفضيل وشريطة المحافظة على النظافة والألتزام بقانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في المرافق العامة".
هذه هي التصريحات المنطقية والعقلانية، فما المانع من اقامة افطارات رمضانية أو أي فعاليات مجتمعية وخيرية في الأماكن العامة طالما هي ملتزمة أخلاقيا وبيئيا تجاه المكان والمواطنين في الشارع وسكان المناطق القريبة؟!
يقولون مصائب قوم عند قوم فوائد .. فتصريح مدير منطقة زهران في أمانة عمّان كشف لنا عن مجموعة من "الدواعش" الذين يعيشيون بيننا ونلقاهم يوميا في العديد من الأماكن، فهؤلاء سرّهم التصريح الأول بمنع اقامة أي افطار جماعي في الحدائق أو الشوارع العامة، فبدأوا يكيلون الاتهامات للمنظمين والمشاركين في الفعالية على حد سواء.
ومن هؤلاء أحد العاملين في قطاع الاعلام، حيث سمعت ولسوء حظي "مذيع" عبر احدى الاذاعات الدينية المحلية وهو يكيل الاتهامات شرقا وغربا لكل من "يريد أن تشيع الفاحشة في صفوف المسلمين"، تخيلوا! وقد بدأ بتوجيه أبشع الصفات للشباب والفتيات الذين ينظمون أو يشاركون في فعالية "يلا نفطر مع بعض"، بحجة أنهم يروجون للاختلاط بين الجنسين، ويبدو أن هذا "المذيع" ولا اقول الاعلامي قد نسى أو تناسى أنه درس في جامعة فيها الشباب والبنات، كما أنه يعمل الآن في اذاعة تعمل فيها الفتيات أيضا، لتراجع نفسك يا أخي، وتذكر ما هي عقوبة الظن، أليس "بعض الظن اثم"؟!.
أخيرا .. هذه دعوة للجميع للمشاركة في الفعالية الراقية والملتزمة "يلا نفطر مع بعض"، فالعام الماضي ذهبت أنا وزميلي حاتم الشولي والزميلة الاعلامية المتميزة غادة سابا وعدد من الزملاء في رؤيا وافطرنا في شارع الرينبو، وشاركنا الجميع الفعالية الرائعة، وقد أعدت غادة تقرير رائع عن "يلا نفطر مع بعض" حظي بثناء عدد كبير من المواطنين الأردنيين، العرب والاجانب، وهنا لا بد من تحية أوجهها أيضا للصديق علي الحسني القائم على الفعالية وفريقه، وأقول لهم .. لتبدأوا التحضيرات، فنحن بانتظار الجميع وتحديدا مدير منطقة زهران وأمين عمّان وجميع المواطنين للمشاركة في فعالية "يلا نفطر مع بعض".