ماسورة 2 إنش
لم يفاجئني الوصف الذي إستخدمه رئيس سلطة العقبة هاني الملقي لواقع أزمة ميناء العقبة «ماسورة 2إنش , جاءها 4 إنش مياه» فالبرغم من خصخصة الميناء والتطوير الذي مر به لم تتجاوز إستطاعته 2 إنش !!.
فما أن حل شهر رمضان الا وكان ميناء حاويات العقبة منهكا بفضل الإضرابات العمالية المتكررة , لكن ذلك لا يعني أن مشكلة تختبئ في مكان توقظ أزمة الميناء في كل عام.
مر كل رؤساء سلطة المنطقة الإقتصادية الخاصة في العقبة بنفس إختبار ميناء الحاويات وهذا هو أول إختبار حقيقي للإدارة الجديدة المسؤولة عن هذا الميناء كما هي مسؤوليتها عن ال12 ميناء الأخرى لكن الفرق هو أن أمامها فرصة لحل المشكلة والى الأبد.
ستمر الأزمة بمراحلها الطبيعية الى أن تنتهي تلقائيا كما هو الحال في كل أزمة لأن الحلول غائبة , مشكلة الميناء مزدوجة , تكدس بضاعة وتباطؤ في آن معا , لكن وقوع الأزمة غير مبرر لأن زيادة واردات الميناء في رمضان وقبل العيد لا يفترض أن تفاجئ الميناء.
إعتدنا على أن يكون ميناء الحاويات هو عنوان الأزمة في العقبة , وكنا نتوقع أن لا تبقى كذلك , خصوصا بعد تغير الادارة وحرفنتها وتنظيم ساحات التخزين وتحديث معدات المناولة وأتممة العمل والأهم هو وضع اليد على الفاقد في الوقت وعلى مواطن الخلل واستكمال توسعة رصيف الميناء إلى 1000 متر، وزيادة الإنتاجية 7 % واستثمار جديد زاد على 300 مليون دولار لتحديث الارصفة والآليات والمعدات والبنى التحتية.
بالرغم من كل ذلك وقعت الأزمة !!
إن صح أن حجم العمل في الميناء أكبر من قدراته وطاقته الاستيعابية. فقد كان يفترض زيادة طاقة العمل ، فالموانئ مثل المطارات والمستشفيات وهي مثل مؤسسات الدفاع المدني والشرطة والجيش , تعمل ليل نهار , لا يحكم العاملين فيها ولا العاملين معها ولا المرتبطة أعمالهم بها فترة دوام.
لماذا تبقى طاقة الميناء بسعة 2 إنش بعد كل أزمة يقع فيها ميناء الحاويات منذ 10 سنوات.