حماس في الرياض
من حق حماس ان تفرح بذوبان الجليد بينها وبين الرياض، فالأخيرة هي عاصمة الإقليم اليوم، وقد اصابها الاحباط كثيرا من افشال مبادرات إصلاح الواقع العربي، ومنها محاولتها في رأب الصدع بين حماس وفتح في شباط عام 2007.
والذهاب جميعاً إلى مكة لتوقيع وثيقة صلح وبضمانة سعودية، فبعد اربع أشهر من ذلك التاريخ تبخر الصلح نتيجة لفقدان ثقة الأطراف الفلسطينية ببعضهم، ولتدخل دول اقليمية أخرى.
الزيارة احيطت بتعتيم اعلامي سعودي، لكن حركة حماس أصدرت بياناً أشارت إلى الزيارة التي استغرقت يومين، وفيها التقى وفدها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وحماس كانت بحاجة لبيان الزيارة أكثر من السعودية، التي تعدّلت علاقاتها مع قطر الحليف الوحيد المتبقي لحماس في المنطقة والحليف الأكثر تقديرا لحماس منذ أن خرج قادتها من عمان صيف عام 1999 بعد ان رصدت الاجهزة الأمنية الأردنية يومها تهديدا من موسى أبي مرزوق لأمن الأردن حسب ما قيل يومها.
ومنذ ان خرج قادة حماس من الأردن كانت قطر واحة ودوحة لهم، وبمنتهى الترحيب برغم الضغوط التي كانت تنهال على قطر بسبب الامساك بورقة حماس، ولم تخف بعد ذلك حماس علاقاتها مع ايران وتلقت دعما مالياً منها
كذلك الدعم من نظام الأسد الذي فتح لها مكاتب في دمشق، آنذاك كانت المنطقة بين معسكرين ممانعة واعتدال. وكان لسعود الفيصل رحمه الله دور في هذا الاصطفاف الذي اتخذه محور الاعتدال والذي يضم مصر والسعودية والاردن والإمارات، وذهبت لاحقاً أن مسألة الممانعة كانت صدفا مغلفا بمؤامرة على المنطقة لكي تحكم ايران المنطقة.
مع الربيع العربي انتعشت حماس لفوز الإسلاميين في مصر ووجدت الدعم من «مصر الإخوان» و»نظام مرسي»، لكنها انفراجه كانت تشبه صحوة المقبل على الموت، فعادت الحركة لتواجه أزمة فقدان الحلفاء، والدعم بعد خسارة دمشق أيضا وانشغال ايران بالابقاء على الأسد ودعم الحوثيين.
من هذا الواقع السياسي كان على حماس ان تبدل في الخيارات السياسية وان تذهب للرياض، التي تتشكل فيها اليوم طبقة حكم سياسي جديد لديها من التصورات والمبادرات ما يكفل باعادة الدور السعودي والعلاقة مع حماس، وبما يخدم الطرفين والقضية الفلسطينية.
وبهذا تنتهي القطيعة بين الرياض وغزة، او حماس، لكنها تظل نهاية تحت المراقبة ما لم يكن هناك خطوات اجرائية تدعمها، فالرياض لا ترغب بفتح ملفات قديمة او السؤال عن الأسباب التي أفشلت اتفاق مكة، لكنها بنفس الوقت لا تحب التجريب كثيراً.