آخر الأخبار
ticker المئات يستفيدون من عيادات وفعاليات اليوم الطبي المجاني في جمعية اللد الخيرية ticker أبوغزالة: تعطيل العمل الخميس لا يخدم النشامى ويضر بالاقتصاد ticker بالأسماء .. تعيينات وإحالات على التقاعد لموظفين حكوميين ticker إرادات ملكية بالمومني والزغول وجبران وقاسم وسمارة ticker ولي العهد يهنئ المسيحيين ويشارك بإضاءة شجرة الميلاد في مادبا ticker نتنياهو يقتحم موقع حائط البراق المحاذي للمسجد الأقصى ticker الأردن يدين مصادقة "خارجية الكنيست" على قانون يستهدف "الأونروا" ticker الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية سبل تعزيز التعاون ticker التربية: تدريب طلبة الصف الـ12 في المصانع بدءا من نيسان ticker الأردن والهند يصدران بيانا مشتركا يضم 23 بندا ticker الملك ووزيرة الخارجية السويدية يبحثان العمل المشترك وتبادل الخبرات ticker ولي العهد في وداع رئيس الوزراء الهندي ticker مودي يقترح رفع التبادل التجاري الأردني الهندي إلى 5 مليار دولار ticker تجارة الأردن: المرحلة المقبلة تشهد توسيع العلاقات الاقتصادية مع الهند ticker الذهب يرتفع محلياً وعيار 21 يبلغ 87.2 ديناراً بالتسعيرة الثانية الثلاثاء ticker النفط الأميركي دون الـ55 دولاراً لأول مرة منذ نحو 5 سنوات ticker الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ ticker بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع ticker ارتفاع مساحة الأبنية المرخصة 12.3% في 2025 ticker البكار: دراسة زيادة الرواتب المتدنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي

حكاية عربية

{title}
هوا الأردن - ماهر ابو طير

ندرة بين العرب تكتب سيرتها الذاتية، والندرة تكتب ماتريد، وتترك مالاتريد، وبين الزعماء العرب، والشخصيات الاعتبارية، في مشرق العرب ومغربهم، ندرة ادركت سر ومغزى روايتك لحكايتك باعتبارها بعض حكاية الكل ايضا.

قلة من هؤلاء ادركت ان السيرة الذاتية ليست شخصية، بل تؤرخ لمرحلة تخص الامة، او بلدا عربيا ما، فهي ليس مجرد تدوينة قلم، انها تأريخ لمرحلة، خصوصا، اذا قرر الراوي هنا، ان يروي كل الحكاية، دون حب فائض، اوخصومة مع احد.

بين السير الذاتية التي اعشق قراءتها، سير قليلة حفرت اثرا، ومن هذه السير سيرة خلف احمد الحبتور، وهو شخصية اماراتية معروفة، لكنها جسرت بين محليتها وعالميتها، بطريقة وازنة، فالرجل له قدره في الامارات، مثلما هي قيمة علاقاته في العالم ايضا، ولعل الصور المرفقة مع سيرته فيها حكاية بحد ذاتها، لانه يقول عبرها كل شيء، من طفولته العادية جدا، الى وصوله الى مكانة اعتبارية مهمة، اذ إن انتقائية الصور ذكية جدا، لانها تريد ان تقول انه كان بسيطا جدا، وبات شخصا لامعا.

قرأت السيرة واعجبتني جدا، لغتها، وطريقة اختيار الافكار والذكريات والمحطات، ثم الصراحة غير العادية، فنحن امام رجل شغوف بالقول لك انه ينجح ولاينجح، وانه ايضا مستبصر ومستنير، والا كيف يمكن لرجل مثله في العالم العربي، ان يدرك مبكرا قيمة العالم، والاتصال بالشعوب ونخبها، وربما هي «دبي» التي حفرت في اهلها سمة مهمة، اي الانفتاح على الاخرين، والسماحة والرزانة والهدوء، وعدم التعصب، والتشنج.

خلف احمد الحبتور في سيرته يروي بعض حكايته، كيف اصبح رجل اعمال ناجحا في هذه الحياة، وكيف واجه مصاعب كثيرة، وهو لايخلو من سياسة، اذ ان علاقاته الدولية والسياسية معروفة، ويتسم بصراحة غير معهودة، في تعبيراته التي نراها في مقالاته التي ينشرها، وطالما حذر سابقا من اخطار محددة، سابقا الجميع، مثل «ملف ايران» وقد بتنا نرى كل ذلك حقيقة اليوم.

يروي لنا الحبتور ذكرياته في الامارات، وفي كل محطة من محطاتها، محطات النشأة والتحول اليوم الى دولة بارزة، ثم اسفاره وحكاياته، وعائلته واولاده، ومراسلاته مع زعماء الدول، وترى في مذكراته قلبا عروبيا مشرقيا، لكن عقله منفتح على العالم، وليس اسيرا للشرق بمعناه الضيق الذي يجعل بعضنا لايرى غيرنا في العالم، باعتبارنا خير امة اخرجت للناس في الدنيا والاخرة وبقية العالم اتباع لنا.

Maherabutair@gmail.com اعجبني كثيرا في سيرته الذاتية انه اخفى عامدا حكايات يده البيضاء، وهو معروف عند كثيرين بأنه يحسن للفقراء والايتام وغيرهما، وكان لافتا للانتباه لي، انه تعمد الا يمنح هذا الجانب اي اشارة واضحة، لانه هنا يفعل كل ذلك لله وحده ولايريد دعاية ولا اشهارا، ومروياته بحد ذاتها، تتجنب سمة الفوقية عموما.

 في كل جمعة نصلي في مسجد عمر بن الخطاب في دبي، الذي بناه الحبتور، بكل هدوء، وكنا نرى في رمضان كيف يفطر الالاف على نفقته، متجنبا ان يكون لهذا الجانب في شخصه، اضاءة، فقد اختار السر على العلن؟!.

خلف الحبتور، من الشخصيات العربية الاعتبارية، وبيننا في العالم العربي شخصيات محدودة من هذا الطراز، شخصيات خبرت المد القومي، وخبرت ايام النشأة والتحول الى دول قوية، وما بيننا اليوم، في اغلب العالم العربي، خسارة متوالية لهذا الجيل، نحو توليد اجيال اخرى، تتسم بكون رموزها بسيطة، تكاد تكون رموزا لحارات وازقة، فالعرب لم تعد لديهم القدرة على انجاب اسماء لامعة في كل مجالات الحياة، وننقلب يوما بعد يوم، الى اسماء من الصف العاشر، تأثيرها لايتجاوز محليتها البحتة، واقل من محليتها في حالات كثيرة. لأجل هذا نشجع بكل صراحة كل الشخصيات الاعتبارية العربية الكبيرة ان يفعلوا مثل رفيقهم الحبتور، والا يقبلوا بالضآلة، لانهم هنا يتركون مثلا لامعا لامة بأكملها، حتى تسترد عافيتها مع الرموز المؤثرة والمحرضة ايجابا، بدلا من تناقص معنوياتها امام التراجعات، ونريد حقا ان نسترد القدرة على توليد الاسماء الكبيرة، من السياسة الى الرياضة مرورا بالاقتصاد والفنون وغيرهما، فهذه الاسماء تقود جمهورا بدلا من تيه الجمهور في سيناء الصراعات والكراهية.

تستحق سيرة الحبتور القراءة، ليس تملقا ولامجاملة، لكنها سيرة جميلة من حيث تبويبها وانسيابها والافكار المنثورة هنا وهناك، ولا احسد رجلا الا ذاك الذي يتحدى كل من حوله وحواليه وثقافتنا العامة ايضا، فيصدر سيرته الذاتية وهو في عز قوته، بعد ان سادت بيننا فكرة تقول، ان السيرة الذاتية تصدر فقط عند التقاعد او يصدرها الاحفاد اكراما لرموز لم تعد موجودة، وهي ثقافة انتحارية، تؤشر -ايضا- على اننا نفهم الحياة باعتبارها محطة تافهة، على عكس كل الامم، وهذا يأخذنا الى الهوان والضعف ومانراه من سلبيات في حياتنا، بذريعة ان الاخرة وحدها اهم!.

سيرة خلف احمد الحبتور، ليست مجرد تدوينة شخصية لعابر سبيل عربي، اذ فيها حكاية عربية عن تواقيت سابقة ومازالت ماثلة الى لحظتنا هذه بكل تأثيراتها.

تابعوا هوا الأردن على