لا غوث ولا تشغيل في وكالة الغوث!!
-الغوث- كان هذا عنوان مقال نشرته في هذا المكان بتاريخ 14-06-2011/ وفيه ما فيه من أمر خطير، ظهر هذه الأيام، والوكالة تلوح بإغلاق مدارس اللاجئين...!
القصة ليست جديدة، ولكن بعضنا لا يقرأ، أو ربما لا يصدق ما يقرأ، في تلك الأيام، تلقيت مفاجأة ثقيلة جدا جاءتني من مصدر مطلع لكنه ليس مأذونا بالإفصاح عن نفسه، تدور حول بداية لتحويل الأونروا والتي هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، إلى مجرد مؤسسة لأرشفة أسماء اللاجئين، وحفظ ملفاتهم، حيث تم شطب كلمتين من اسم الوكالة وهما: التشغيل والإغاثة، ويبدو أن الوكالة قطعت شوطا كبيرا في هذا الصدد، وظهر اللوغو الجديد لها في أوراقها الرسمية، ولكن بدون الإعلان عن هذا، وقد تأكدت بنفسي من هذا الأمر، بعد أن وصلتني المعلومة، وبوسع أي مهتم أن يشاركني هذا التأكد لدى زيارة موقع الوكالة على شبكة الإنترنت، حيث سيجد الاسم على هذا النحو: وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، بعد أن كان اسمها الشائع هو وكالة الغوث!!.
قلت حينها، إن خطوة من هذا القبيل فيما لو تمت بالكامل، ويبدو أنها في طريقها لهذا، فستلحق أذى غير محدود بآلاف اللاجئين، خاصة حين يشطب بند التشغيل، بعد أن تضاءل بند الغوث إلى ما بعد الحد الأدنى، والغريب أن هذا الأمر يتم بصمت شديد وتكتم ودون إعلان، وهو يحمل في ثناياه مغزى بالغ الأهمية عن تخلي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن مشكلة كانوا السبب الرئيس في إحداثها، حينما احتضنوا دولة العدوان الصهيوني، التي أنتجت اللاجئين ومشكلاتهم، وما زالوا بالطبع يمدونها بأسباب الحياة سلاحا ومالا ودعما معنويا، فيما يستكثرون على الضحايا غوثا منقوصا، وتشغيلا أصبح «نص كم» بعد تضاؤل المنح الدولية ومشارفة الوكالة على الإفلاس!!.
لقد قامت الجمعية العمومية للأمم المتحدة غير مرة بالتأكيد على ضرورة استمرار عمل الأونروا وعلى أهمية عدم إعاقة عملياتها وتقديمها للخدمات من أجل صالح اللاجئين الفلسطينيين وتنميتهم البشرية ومن أجل استقرار المنطقة . وقد تم تجديد ولاية الأونروا بشكل متكرر من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ترى.. هل حصل أمر جديد على ماهية هذا التفويض ومضمونه سرا، ودون إعلان رسمي؟؟ وما موقف الدول العربية المضيفة للاجئين، وخاصة الأردن؟؟.
أخيرا، إذا كان عمل الوكالة مرتبطا بإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، فهل يعني تقليص خدمات الوكالة أو حتى خسفها، أن مشكلة اللاجئين لم تعد بذات بال، وأن حلها سيكون بالفعل حيث هم، كما يقول قادة الكيان الصهيوني؟؟.