الفرح السلبي
تجتهد الدولة هذه الايام لمكافحة ظاهرة اطلاق العيارات النارية ، هذه الظاهرة المؤرقة للمجتمع والتي تشكل خطرا مجهولا يهدد حياتهم ولا يستطيعون تحديد مصدره ، فالانسان اصبح لايأمن على حياته وسط بيته لاهو ولاافراد عائلته ورغم التوجيهات التي تصدر لحث الناس على ترك هذه السلبية الا ان الظاهرة تتنامى ، وكأنها موضع تباهي ، ومع ان بدائل التعبير عن الفرح كثيرة ومتعددة الا ان بعض افراد المجتمع يصر على تتبع طرق التعبير السلبية التي لاتزيد الفرح الا ترحا .
اذا والحالة هذه لابد من مقاومة مايجري وبا لطرق المتاحة ، وتاليا الوسائل التي قد تساهم في منع هذه السلوكات :
اولا : قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ) ومن صور هذا التعاون ان يتعاضد افراد المجتمع فيما بينهم واعداد الوثائق الشرفية التي تدعو الى الالتزام الذاتي ـ للموقعين عليها وبحيث يتم توسيع دائرة المشمولين بهذه الوثيقة وخاصة ممن اعتادوا على التعبير عن الفرح بأطلاق العيارات النارية ـ بما ورد بها وكما كان يجري في بعض المدن والقرى الاردنية حينما يتداعى اصحاب المبادرات الطيبة لتطبيق مقترحاتهم وتوثيقها بالتزام ادبي ذاتي .
ثانيا : تعاون المؤسسات الدينية والاعلامية والتربوية في نشر التوعية بين الافراد ـ وذلك من خلال خطب الجمعة او الطوابير الصباحية في المدارس او المواقع الالكترونية او البرامج الاذاعية والتلفزيونية والمآتم وكذلك ايضا في نفس بيوت الفرح ومن خلال صاحب الفرح شخصيا وتكرارها بين الفينة والاخرى ـ لمخاطر موضوع البحث
بحيث يتم الوصول الى ان هذا الفعل شائن ويستوجب استنكاره من الجميع .
ثالثا: الاثر الوارد عن الخليفة عمر بن الخطاب (ان الله ليزع با لسلطان مالايزع با لقرآن ) وهذا حينما لايدرك المرء ضرورة مراعاة الله في تصرفاته ، فينبغي هنا وضع التشريعات الرادعة والعقوبات المغلظة لمقاومة الانحرافات والسلوكات الطائشة ، وهذا الامر يتم ضمن اجراءات تشريعية وتنظيميةو رقابية من قبل مؤسسات التشريع وافراد الامن العام وبالتعاون مع افراد المجتمع .
رابعا: التوجيه النبوي (لاضرر ولاضرار) حيث لابد من شرح الحديث النبوي وعمل المنشورات التي تتضمن توضيحا لمقاصد الشريعة الغراء التي يعبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المذكور من منع المرء المسلم الحاق الاذى بغيره وانه متحملا لتبعات اي فعل من شأنه الاساءة لأمن واستقرار اخوته المسلمين .
خامسا: التوجيه القرآني (ولاتسرفوا ) واي شئ يعادل انفاقا لافائدة منه بل على العكس انفاقا يلحق الاذى وقد يصل الى ازهاق الارواح البريئة ، او التسبب بالاعاقات الدائمة .
لذا لابد لنا ان ندرك ان العيار الناري المطلق لابد له من عودة الى الارض ، مدركين انه لولا لطف الله عز وجل لتسببت هذه الطلقات بايذاء لايعلم مداه الا الله ، فلنتق الله جميعا واعلم ايها الاخ المطلق لهذا العيار انك في يوم آخر ستكون في بيتك جالسا مع عائلتك وربما ستتعرض لاذى من آخر يشابه فعلتك التي فعلت قبل زمن ،فهل تقبل ؟؟
قال تعالى (ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون)