حُق له أن يُزف
تشرفت أمس بتلقي دعوة كريمة من جمعية المركز الإسلامي / مخيم الزرقاء لحضور احتفال بتخريج طلاب النادي الصيفي في المركز ، وكان احتفالاً رائعاً : افتتح بالقرآن وتخلله أناشيد إسلامية وكلمات هادفة وفقرات فنية منوعة ، ثم وزعت الجوائز والشهادات على الطلبة .
وشد انتباهي وفرحت جداً بمفاجأة الحفل وهي : تخريج أحد الطلبة في المرحلة الثانوية يحفظ كتاب الله كاملاً ، ومما أثلج صدري أن معلميه وزملاءه وإدارة الحفل احتفلوا به مثل أجمل عريس حيث حمل على أكتاف الشباب ودخل إلى قاعة الاحتفال بزفة عرس ، وارتفع صوت المنشد يطرب آذاننا بتحية الحافظ ووالدية ومعلمية ، والشباب ينشدون من حوله فرحين مسرورين ، والنساء يزغردن وينثرن الحلويات والورود على العريس " الحافظ " وعلى زملاءه ، والصغار يمرحون ويلعبون حول الزفة كالفراش الذي يحوم حول الضوء .
كم كان حفلاً جميلاً رائعاً حتى تمنينا نحن الكهول الحضور أن لو جرت لنا مثل هذه الزفة ونحن شباباً ، لكن لا بأس فأولادنا وأحفادنا سيزفون مثل هذا الحافظ " خضر " حفظه الله .
حُق لهذا الشاب أن يُزف فقد وفقه الله وأنجز إنجازاً رائعاً يتمناه كل عاقل ، ويتوق إليه كل مؤمن يحب الله ورسوله ، إن حفظ القرآن الكريم ليس بالأمر الهين الذي يمر مر الكرام ، فهذا الشاب حفظ كتاب الله في صدره ، ووعاه في عقله ، فأصبح له زاداً في الدنيا والآخرة .
أيها السادة : كل شاب قادر على الزواج ويزفه أصدقاءه ومحبوه ، لكن ليس كل شاب قادر على حفظ كتاب الله ، وكثير من الناس قادر على بناء بيت أو قصر أو شراء سيارة ، لكن حفظ كتاب الله شأن آخر ، فهذا الحافظ أحق بالزفة والعرس من كل هؤلاء .
أيها السادة : لنحرص جميعاً على إرسال أبناءنا إلى مراكز تحفيظ القرآن المنتشرة ليتدارسوا كتاب الله ويحفظونه ، حتى تزفهم الملائكة إلى حيث عرش الرحمان ، وحتى يقال لقارئ القرآن
" اقرأ وارق " بمعنى اقرأ القرآن وارق في درجات الجنة ، ما أجملها من عبارة تقال للقارئ فاحرص عليها أيها الشاب المؤمن ، واحرص أيها الأب أن ينال ابنك شرف حفظ القرآن حتى يكون لك شفيعاً يوم القيامة .
وفقنا الله وإياكم لحفظ القرآن الكريم والعمل به ، ونشره بين أبناءنا الطلبة . ، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه .