آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

الفأل الحسن

{title}
هوا الأردن - د. يعقوب ناصر الدين

للأوطان روح تسكنها عبر تاريخها وتضاريسها وموقعها على هذا الأرض ، روح يصعب قياسها بواسطة البيانات والمؤشرات التي تصدرها مراكز الأبحاث والدراسات ، إنها أعمق من أن تقاس ، وأرفع من أن يدركها التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم لشبكة حلول التطوير المستدامة الذي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة ويصنف الدول بناء على عدة عوامل من بينها حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي ، ومتوسط العمر ، ومعدلات الفساد ، وحالة الحريات العامة وغيرها .

لست أقصد العودة إلى ذلك التقرير الذي صدر قبل عدة أشهر ، ووضع الأردن في مرتبة متوسطة على المستوى العربي ، وكذلك على المستوى الدولي ، ولكنني أود أن أتوقف عند لغة التشاؤم التي طبعت الأحاديث العامة والخاصة ، وكلها تحمل طاقة سلبية ، كما هو حال نشرات الأخبار ، فإما أن يكون الخبر سيئا أو لا يكون ، وكذلك الشأن في الأحاديث عن الوضع العام ، فإما أنه سيئ " خربان " أو أنك لست واقعيا ، أو صاحب مصلحة في تجميل ما يحب البعض أن يراه قبيحا !

كثير من الأحاديث وحتى المواقف فيها انتهاك هائل لروح الوطن ، وفيها من " الطيرة والتطير " ما يشبه نعيق الغربان للأسف ، ولست أتحدث هنا عن أولئك الذين يعانون من الفقر والبطالة أو المرض وسوء الأحوال المعيشية ، بل عن أولئك الذين يكونون في أحسن حال وهم يتحدثون عن أسوأ وضع !

لقد بالغنا كثيرا في الكلام عن قضايانا العامة ، حتى أن أولئك الذين قادوا دولهم نحو الهاوية لا يترددون في وصف حالنا بأنه أسوأ من حالهم ، معتمدين في ذلك على ما يقوله بعضنا من كلام غير مسؤول ولا موزون ولا منطقي ، فالأردن كان وما يزال صامدا في وجه أزمات عصفت بالمنطقة كلها ، ولم يكن ذلك صدفة أو استثناء بل حقيقة نعرف أسبابها ومقوماتها وعناصرها ، وفي مقدمتها الروح الوطنية التي حافظنا عليها رغم ملاحظاتنا على التقصير الذي اعترى بعض مؤسساتنا ، والعقبات التي تعيق نمونا الاقتصادي ، وغير ذلك مما نقوله بقصد التصحيح والتطوير والتحديث .

نحن في النهاية بشر نتأثر حتما بنوع ومستوى الكلام ، وهناك في معتقدنا الديني وموروثنا الثقافي والفكري والاجتماعي من الآيات والأحاديث والحكم والأقوال والأمثال ما يؤكد على تأثير الفأل الحسن على أمزجة وسلوك الأفراد والجماعات ، وذلك لا يعني أن نقلب الحقائق ، وإنما نحسن الحديث ، ونبث روح التفاؤل في الأجواء ، ونتوقف عن الغيبة والنميمة واغتيال الشخصية وتزوير الحقائق وتهبيط العزائم !

ولو سألني سائل هل من شأن ذلك أن يحقق لنا آمالنا المنشودة ؟ سأجيبه نعم ، لأن قول السوء والتشاؤم لا يصدر إلا عن شعوب خاملة متردية في خلقها وطبيعتها ، وعن أوطان كرهها أهلها فكرهتهم لكثرة ما أنكروا عليها طيبها وجمالها وتاريخها وروادها العظام ، أما الكلمة الطيبة التي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء  ، والفأل الحسن فإنه يصدر عن شعوب تعتز بوطنيتها ، وتقدس ترابها ، وتذود عن حياضها ومكاسبها وتبني عليها ، وترسم طريقها نحو المستقبل وهي واثقة بخطواتها ومؤمنة بقدراتها ، وأظن أنه قد حان الوقت لكي نعيد الأمل إلى عقولنا وقلوبنا ونحن نمضي في عملية الإصلاح الشامل حتى تؤتي أكلها في كل حين .

 

yacoub@meuco.jo

www.yacoubnasereddin.com

تابعوا هوا الأردن على