ما هو مستقبل المديونية المرض الغامض !!
تخيلوا معي بحيره تصب فيها ينابيع وشﻻﻻت ومياه امطار فان النتيجه بالتاكيد ستكون ارتفاع ملحوظ لمنسوب المياه فيها ولكن لو احسنا التعامل مع تلك الروافد المغذيه وتمكنا من محاصرتها ومعالجتها فأن منسوب تلك البحيره سينخفض بشكل واضح وملموس فمياه اﻻمطار لوحدها غير قادره على زيادة ذلك المنسوب وهذا هو واقع حال المديونيه في اﻻردن والتي ما زالت ارقامها اخذه بالتزايد التدريجي بفعل عجز المعنيين عن معالجة اسباب تلك الروافد التي ادت لوجود ذلك الالتهاب والتضخم المالي.
ان تشخيص وتحديد اﻻسباب الحقيقيه للمديونيه والوقوف عليها سيتيح للخبراء والمعنيين وصف العﻻج الشافي من هذا المرض الغامض وسيكون اسهل بكثير من زراعة الكبد او الكلى مع توفر اﻻراده القويه للعﻻج ورغبة تخطي هذه المرحله الاقتصاديه الصعبه.
فمن ينظر للمديونيه يستهجن ارتفاعها المستمر بالرغم من التصريحات الغير دقيقه بخصوصها ومحاولة معالجنها عن طريق زيادة اﻻيرادات باستخدام اقصر الطرق الوعره واكثرها قسوة على المواطن وهي الضرائب ومع ذلك ما زال الاقتصاد ينزف وقذ ان الاوان ﻻعلان حالة الحرب على تلك المديونيه وتحرير الاقتصاد الوطني من شرورها واثارها وقد يكون ذلك الطريق ليس معقدا فهنالك ثﻻثة مواقع حكوميه تستطيع مجتمعه معالجة مرض المديونيه بمباشرتهم وقيامهم بواجبهم الوطني التنفيذي الصحيح وهي وزارة الصناعه والتجاره ووزارة اﻻتصاﻻت وتكنولوجيا المعلومات وهيئة اﻻوراق الماليه سيما واننا نمتلك الخطط الجيده ونفتقر الى اليات التنفيذ الصحيحه وهذا المثلث اﻻقتصادي اذا ما قرر الشروع بمعالجة ذلك العجز والنهوض باﻻقتصاد الوطني فسيكون ذلك بالتاكيد ممكنا مع توفر الكفاءات والمهارات البشريه الشامله اما استمرار سياسة غض النظر عن الفاسدبن واعمالهم الشيطانيه فسيساعد تلك الشبكات المنظمه والمرتبطه بعﻻقات ومصالح متبادله من استمرارها في ادارة زمام اﻻمور واغتيال تلك الشخصبات الوطنيه التي تحاول اﻻصﻻح والنهوض بالاقتصاد لا بل محاولة تصنيفهم بالمعارضين من احل فتح الطريق امام مخططاتهم التي اوصلتنا لهذه الحاله الاقتصاديه .
وعليه فان عدم مواجهة هذا الشان المرضي والتعاطي معه بشكل جيد وفي الوقت المناسب قد يزيذ من تفاقم المرض وتعقيد المشهد الاقتصادي وان الواجب الوطني يملي علينا جميعا ان ﻻ نستسلم امام رغبات قوى الشد العكسي التي يشير لها جلاله القائد في اكثر من منبر فهي ما زالت تقاوم الاصلاح وثساهم بشكل كبير في تردي الوضع اﻻقتصادي واستمرار ارتفاع المديونيه متمنين على الحكومه ان تنتبه وتركز على هذا المثلث الاقتصادي وتشرع بمعالجة هذا المرض الغامض واستئصاله والذي سيترتب عليه بالضروره استرداد عافية باقي معززات الاقتصاد لكي نتمكن من مواجهة التحديات ومقارعة طبول المستقبل الغائم.
بسام روبين