اعلانات الوظائف تعجيزية
هوا الأردن - نصر شفيق بطاينه
أتابع الصحف اليومية منذ سنوات طويلة والمواقع الإخبارية وأعرج على الإعلانات وخاصة إعلانات الوظائف للشركات والمؤسسات المختلفة داخل المملكة وخارجها من الطبيعي أن هناك شروط لكل وظيفة تتناسب وطبيعتها لكن هناك شرطان أساسيان مشتركان بين هذه الإعلانات الأول خبرة كبيرة لا تقل عن خمس سنوات والقليل من الشركات تطلب اقل والتحدث باللغة الانجليزية بطلاقة وكتابتها ,هل احد يعتقد أن أحدا يملك هذه الشروط وجالس في بيته بلا عمل ؟ إلا إذا كان احدهم يعمل عند جهة ما ويرنو إلى امتيازات أفضل .
موضوعنا هنا خريجو الجامعات الأردنية الجدد وغيرها الجالسين في بيوتهم بانتظار الفرج على طابور ديوان الخدمة المدنية بالله عليكم من أين سيأتي بهذه الخبرات المطلوبة بعد تخرجه ولا احد يقبله بدون خبرة ؟
وكيف سيتكلم الانجليزية بطلاقة في حين انه خريج جامعة أردنية ويعيش في مجتمع يتكلم اللغة العربية ؟ اتقوا الله يا أصحاب العمل إذا كان بعض الوظائف مخصصة لأناس محددين فلا داعي لدغدغة عواطف الخريجين وذر الرماد في عيون المراقبين ونشر الإعلانات , من حق أصحاب العمل الحصول على الخبرات المطلوبة ومن حق الخريجين الجدد أيضا إيجاد وظائف لهم بدون خبرة حتى يصبح لديهم خبرة , هذا يقودنا إلى انه على الحكومة الرشيدة ومجلس النواب الموقر إيجاد تشريع يلزم كل مؤسسة أو شركة أن يكون فيها نسبة من الوظائف مخصصة للخريجين الجدد مثل نظام الكوتا منها يسدوا رمقهم ومنها انه بعد مدة يصبحوا ذوي خبرة ويساهموا في تطوير الشركة أو المؤسسة التي يعملون فيها لان ذوي الخبرات القدماء في الشركة أو المؤسسة لن يبقوا فيها إلى الأبد ولذلك فهي بحاجة إلى تجديد الدماء , تماما مثل دورة الحياة واحد يموت وأخر يولد ولكن تربيته تبدأ من مرحلة الطفولة أم أن هناك اعتراض على قانون ربنا نريد المولود أن يأتي رجلا دفعة واحدة ؟ نرجو ونتأمل ونتمنى من أصحاب العلاقة أن ينظروا في شروط الوظائف ويرأفوا بأبنائنا ولا يحملوهم فوق طاقتهم وإمكانياتهم المتاحة .