مُبادرة نائب البرلمان القادم .. التوقيت والغاية
انطلقت مع بداية شهر نيسان مبادرة شبابية عكف على تأسيسها مجموعة شبان أردنيين جمعهم حبهم لوطنهم الأردن ، والإخلاص لمليكهم المفدى ، فكانت مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً، تهدف إلى إفراز نائب في البرلمان القادم ( الثامن عشر) يمثل طموحات الشباب وآمالهم وتطلعاتهم المستقبليِّة المشروعة التي ينشدونها ويسعون بجد لتحقيقها وتكريسها في هذا الوقت العصيب والتغيرات التي عصفت بالمنطقة والدول القريبة والمجاورة ، منطلقين من الحرص الدؤوب بترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والعدالة التي كانت ولا زالت الديدن الثابت والهام لدى جلالة الملك المعظم حامل لواء ثورة العُربِ الكبرى ذات الرسالة النبيلة والغاية المشرفة الداعية للوحدة والحرية والحياة الفضلى ، ورفض التخلف والتعصب والتعنت والتبعية ، فانطلق هؤلاء الشباب من الرؤى الملكيِّة السامية للبناء على أرض صلبةٍ ، جعلتهم يسلكون طريقاً سهلة لما قد هيأته القيادة الهاشمية الحكيمة من أساسٍ متين وتراث عظيم من القيم والمباديء ، وتمسك بها جيلٌ عريقٌ من أبناء هذا الوطن ودافعوا عنها عبر أزمنة عديدة أورثوها لمن جاء من بعدهم من أجيال ، حتى وصلت إلينا بصورتها المشرقة وقد ورثناها كابراً عن كابرٍ ، غير أننا لسنا مطالبين فقط بالوقوف على ما قد تحقق والمحافظة فحسب، بل إن علينا تطويره الأمر الذي يحتاج منا كثيراً من العمل والجهد على المستويات كافة بغية البناء على ما قد تحقق في العهود الزاهرة ليعلو البنيان ، وتتضاعف الانجازات بالتصميم على تذليل الصعوبات ومواكبة العصر دونما التخلي عن ثوابتنا الوطنية التي رسختها القيادة الهاشمية في عقولنا ووجداننا.
ولا يمكننا أن نغفل أهمية هذه الشريحة العمريِّة التي تشكل السواد الأعظم من تركيبة المجتمعِ والدور الملقى على عاتقها ، كذلك فإننا لا نغفل عما تواجهه من مشكلات وتحديات تقف بصورة واضحة في طريق تحقيق آمالهم في رسم مستقبلهم الذي ينشدون جميعا أن يكون مفعما بالرخاء والازدهار ، ويحد من طاقاتهم الإبداعية الخلاقة، وقد توجه أصحاب أجندة فاسدة إلى الشبابِ لما وجدوه من حداثةِ عمرِهم وتجاربِهم ، وعدم معاصرتهم لكثير من الأحداث والوقائع التي عًصفت في المنطقة وألقت بظلالها الثقيلة على أمور الحياة ، ويمثل الشباب من وجهةِ نظر هؤلاء الضالين نقطة ضعف في أية مواجهة أو محاولة خرق داخل البنيِّة الوطنيِّة مما جعل منهم فئة مستهدفةً لنشر سموم فكرية ، ذلك بهدف فصل هذا الجيل عن هويتهم ،ووتراثهم،وتاريخهم ويجعلهم يفقدون ثقهم بوطنهم ، وأمتهم ،وبأنفسهم أيضاً وإمكانِتهم ، ومن ثم دفعِهم للاستسلامِ لوهمِ الهزيمة المؤكدة عند أول محاولة للمواجهة والصمود في وجه الضغوطات التي تتعرض لها المجتمعات كما يرى هؤلاء الفاسدون.
لكن هؤلاء الشباب الذين يعملون بجد وبلا كلل أو ملل، يقولون اليوم بكلٍ ثقة : إن هذا الجيلَ سَيُثبتُ للأعداءِ والخصومٍ أنه لا يقلُ قدرةً على الصمودِ والتحدي عمن سبقه ، ذلك لان إرادة الصمود والتحدي تراث عريق تناقلته الأجيال من جيل إلى آخرَ ، وهذا التراث يتطور بتطورِ هذه الأجيالِ وتقدمهم ورقيهم ، وامتلاكِهم المزيدا من العلومِ والمعارفِ مما يمكننا جميعاً التصدي لهذه التحدياتِ التي نواجهها بروحِ العصرِ، وسنهزمها بقوةِ هذا الجيلِ وعزيمةِ أبائِنا وأجدادِنا ، والتواصل بين ماضينا ومستقبلنا ، فعصرنا كما هو شأن كل عصرٍ عصر الأقوياءِ فقط ، ولا مكانَ فيه للضعفاءِ ، وعندما نستوعب هذه المسألةَ جيداً يصبح من واجبنا الوطني البحث عن عناصرِ قوتنا عبرَ الاستنهاضِ الكاملِ لطاقاتِنا وقدراتنا الوطنيِّةِ من أجل صيانة مجتمعاتنا وحياتِنا.
وفي ظل تلك الظروف التي تمر بها مجتمعاتنا العربية ، إلا أن الشاب الأردني أصبح بمثابة الملهم في شغفه وحبه لوطنه وقيادته من خلال أعمال تطوعية مجتمعية يقوم بها هؤلاء الثلة الخيرة من الشباب البررة الطموحين الجادين في عشقهم لتراب وطنهم من خلال العمل الجاد في بناء مجتمعاتهم ، على الرغم من قلة الموارد المتاحة أمامهم ، وبجهد شخصي استمدوه من رؤى جلالة الملك التي تركز دائماً على دور الشباب في بناء وطنهم ورفعته ، وهنالك أمثلة كثيرة من الشباب الأردنيين الوطنيين الذين يعملون بشكل فردي على مساحات الوطن الشاسعة ، ليس له هدف سوى رفعة مجتمعه الأردني ، مما شكل بمثابة إلهام للشباب العربي ، وأمثلة حية للشباب في خدمة أوطانهم ، من خلال قصص النجاح التي تلوح بالأفق على المستويين العربي والعالمي ، ونأمل بلفت الانتباه لهذه الفئة الهامة ، وتقديم كافة أشكال الدعم والمنح ، ليستمر عطائهم وتقدمهم.
وانطلاقا من ذلك كله ، ومما تكرس في وجدان مؤسسي هذه المبادرة الشابة والقائمين عليها ،فقداستطاعت هذه المبادرة الشبابية خلال الأشهر القليلة الماضية تحقيق نجاحات متواصلة من خلال عقد لقاءات بالمرشحين والمتطوعين والمستشارين في مختلف بقاع مملكتنا الحبيبة من مدن وأرياف وبوادٍ ومخيمات ، الذين يمثلون شرائح المجتمع كافة على اختلاف عرقيات أبنائه وجنسهم ودينهم، وبمختلف الأفكار السياسية التي يؤمنون بها،إضافة إلى ازدياد أعداد المتابعين لها على موقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى الهدف الأسمى والأبرز الذي سعت وقامت لأجله بجعل النائب صاحب معرفة ودراية حصيفة بالشأن البرلماني التشريعي والرقابي خلال عمله تحت قبة البرلمان ، وتوفير البنية المعرفية التي تساعده على تحقيق ذلك ، والوصول إلى الهدف المنشود بتقدم الوطن ورقيه ونهضته على الصعد كافة.