آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

الداعية "الكول"

{title}
هوا الأردن - زليخة أبوريشة

ثمة فراغٌ كبير يلتهم الشباب بمخالبه. شباب متروك للعنف والتفاهة وللمخدرات وللتدين السطحي وآلة الوعظ الجهنمية والدعاة من كل حدبٍ مذهبي وصوبٍ أيديولوجيّ. والحبل متروك على الغارب. فلا وزارة الشباب تنهض، ولا وزارة الثقافة تنتبه، ولا وزارة التعليم العالي في الوارد، ولا وزارة التربية والتعليم تستيقظ! الغفلة عامة طامة، والشباب محتار ما يفعل بطاقته، فيفجرها بالعنف وقلة الأدب وبالتحرُّش بالنساء واستعراض العضلات، ولا يعرف ما يفعل بأوقات فراغه، فيملأها بالانحراف والهوايات المدمرة والإدمان، ولا يستشرف مستقبلاً واعداً بشيء فيقفز على القانون. 
في هذا الفراغ الكبير يظهر نبتٌ شيطانيٌّ سرعان ما يترعرع ويمتد ويتسع ليملأ ساحات الجامعات وعقول آلاف الشباب المتعطشة. إنه الداعية "الكول" (Cool) المتخرج من جامعة غربية، والمتتلمذ على برامج التبشير الأميركية التي تصارع الشياطين على المسرح، حيث يرتدي العصريّ من الثياب، ويضع نظارات الغواية فيبدو فارساً للأحلام أو نجماً سينمائياً أكثر منه داعيةً يدعو إلى حسن الخلقِ والأدب مع الله.
وليت هذا الداعية يكتفي بالتشبيح والحذلقة الجسدية والإشارات المبتذلة والمصطلحات السوقية، فهو يهجمُ هجوم الأسد المغوار على المسيحيين، فيكفّر من يهنئهم بعيد أو يخالطهم، وعلى النساء فيمزق عنهن كل ستر وملبس، عارضاً أجسادهن تحت عينه الشبقة وتلمضه السافر. يتحدث عن أفراد في "داعش" فيصفهم بالأنقياء الطاهرين الذين يُستَسقى بهم الغمام! ويقص قصصاً من تأليف مخيلته الملتاثة عن كيف هجم أولاد حارة في دمشق على فتاة غير محجبة وأوسعوها ضرباً حتى فارقت الحياة، في تمجيدٍ لفعل القتل والتحريض عليه. 
وكلما طالت يده فتنة طائفية أشعلها، كما فعل في قصة إحدى الفضائيات، فألف مجموعة "أنا مسلم وأطالب بإغلاق فضائية كذا"، على خلفية خطأ إعلامي لا علاقة له بالدين. وبينما حضرته يغمز ويلمز ويملأ كلامه بالتلميحات الجنسية وبجرأة لم يمتلكها أي علماني جاد، يشن هجوماً كاسحاً على تلميح جنسي بدر في أحد البرامج. كما كان شنَّ حملة غير نظيفة على أستاذة جامعية على خلفية أنها مسيحية.
أستاذ وداعية يتخصص في إثارة الفتن، وفي تمزيق الوحدة الوطنية، وفي تحقير وامتهان مفاهيم الديمقراطية والمواطنة والمجتمع المدني والعلمانية. أستاذ وداعية يسرح ويمرح في جامعته وبين الشباب الجامعي وعلى وسائل الإعلام، دون رقيب حتى من ضميره، موسخا سمعة المؤسسة الدعوية التي يُفترض أنها تحبب الناس بالأخلاق، وتهديهم إلى الحق بأكثر الطرق استقامة ونبلاً. 
فإلى متى هذا المنظر الفاسد في لوحة حياتنا الأردنية؟ أليس هو وأمثاله بعض أهم ينابيع الإرهاب؟
دعونا لا نفقد الأمل...!

تابعوا هوا الأردن على