آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

الداعية "الكول"

{title}
هوا الأردن - زليخة أبوريشة

ثمة فراغٌ كبير يلتهم الشباب بمخالبه. شباب متروك للعنف والتفاهة وللمخدرات وللتدين السطحي وآلة الوعظ الجهنمية والدعاة من كل حدبٍ مذهبي وصوبٍ أيديولوجيّ. والحبل متروك على الغارب. فلا وزارة الشباب تنهض، ولا وزارة الثقافة تنتبه، ولا وزارة التعليم العالي في الوارد، ولا وزارة التربية والتعليم تستيقظ! الغفلة عامة طامة، والشباب محتار ما يفعل بطاقته، فيفجرها بالعنف وقلة الأدب وبالتحرُّش بالنساء واستعراض العضلات، ولا يعرف ما يفعل بأوقات فراغه، فيملأها بالانحراف والهوايات المدمرة والإدمان، ولا يستشرف مستقبلاً واعداً بشيء فيقفز على القانون. 
في هذا الفراغ الكبير يظهر نبتٌ شيطانيٌّ سرعان ما يترعرع ويمتد ويتسع ليملأ ساحات الجامعات وعقول آلاف الشباب المتعطشة. إنه الداعية "الكول" (Cool) المتخرج من جامعة غربية، والمتتلمذ على برامج التبشير الأميركية التي تصارع الشياطين على المسرح، حيث يرتدي العصريّ من الثياب، ويضع نظارات الغواية فيبدو فارساً للأحلام أو نجماً سينمائياً أكثر منه داعيةً يدعو إلى حسن الخلقِ والأدب مع الله.
وليت هذا الداعية يكتفي بالتشبيح والحذلقة الجسدية والإشارات المبتذلة والمصطلحات السوقية، فهو يهجمُ هجوم الأسد المغوار على المسيحيين، فيكفّر من يهنئهم بعيد أو يخالطهم، وعلى النساء فيمزق عنهن كل ستر وملبس، عارضاً أجسادهن تحت عينه الشبقة وتلمضه السافر. يتحدث عن أفراد في "داعش" فيصفهم بالأنقياء الطاهرين الذين يُستَسقى بهم الغمام! ويقص قصصاً من تأليف مخيلته الملتاثة عن كيف هجم أولاد حارة في دمشق على فتاة غير محجبة وأوسعوها ضرباً حتى فارقت الحياة، في تمجيدٍ لفعل القتل والتحريض عليه. 
وكلما طالت يده فتنة طائفية أشعلها، كما فعل في قصة إحدى الفضائيات، فألف مجموعة "أنا مسلم وأطالب بإغلاق فضائية كذا"، على خلفية خطأ إعلامي لا علاقة له بالدين. وبينما حضرته يغمز ويلمز ويملأ كلامه بالتلميحات الجنسية وبجرأة لم يمتلكها أي علماني جاد، يشن هجوماً كاسحاً على تلميح جنسي بدر في أحد البرامج. كما كان شنَّ حملة غير نظيفة على أستاذة جامعية على خلفية أنها مسيحية.
أستاذ وداعية يتخصص في إثارة الفتن، وفي تمزيق الوحدة الوطنية، وفي تحقير وامتهان مفاهيم الديمقراطية والمواطنة والمجتمع المدني والعلمانية. أستاذ وداعية يسرح ويمرح في جامعته وبين الشباب الجامعي وعلى وسائل الإعلام، دون رقيب حتى من ضميره، موسخا سمعة المؤسسة الدعوية التي يُفترض أنها تحبب الناس بالأخلاق، وتهديهم إلى الحق بأكثر الطرق استقامة ونبلاً. 
فإلى متى هذا المنظر الفاسد في لوحة حياتنا الأردنية؟ أليس هو وأمثاله بعض أهم ينابيع الإرهاب؟
دعونا لا نفقد الأمل...!

تابعوا هوا الأردن على