هل القرار الروسي اربك السياسة الأمريكية وحلفائها! !
معروف ان السياسه تقوم على المصالح والاذكياء من الساسه هم من يقتنصون الفرص ويسارعوا اليها وقد عمدت السياسه الامريكيه في تعاملها مع الحاله السوريه السير ببطء مما تسبب في اطالة امد الصراع وتعقيد المشهد وزيادة الخسائر البشريه والماديه بين الاطراف المتنازعه وقد تنجح السياسه المتردده والبطيئه عندما يكون هنالك قطب واحد منفرد بزمام الحلول وهذا ما اعتقدته السياسه الامريكيه وارتكزت عليه في تعاملاتها خلال الفتره السابقه ظنا منها انها هي فقط صاحبة الولايه وقد كان ذلك سببا مباشرا وشكل بيئه خصبه لصدور القرار الروسي بالمشاركه في الحرب الدائره داخل سوريا وبدء التنفيذ السريع بشكل اربك المحللين والساسه معا وعلى راسهم الدبلوماسيه الامريكيه ويجئ هذا التطور امتدادا للنزاع والصراع السياسي المستمرين.
ان تبني مثل هذا القرار النوعي السريع قد يعزى لضعف المعلومات المتوفره لدى الخارجيه الامريكيه ولعدم ثقة صانع القرار الامريكي بالمعارضه السوريه لتخوفه من انقلابهم وانفلاتهم في اي مرحله مستقبلا كما جرى الحال في مسارح عملياتيه سابقه يضاف الى ذلك ان هنالك مانع مقنع ربما تولد لدى الامريكان ومنعهم من اتخاذ مواقف نوعيه تمحور بحرص الاداره الامريكيه على امن اسرائيل سيما وان سلاح الجو السوري ما زال موجودا على الارض والقوات المنتشره على الجبهه مع اسرائيل بقيت متماسكه والامدادات اللوجستيه متوفره وحزب الله يقف في نفس الخندق ايضا ويواجه نفس المصير.
المهم هنا ان السياسه الروسيه استطاعت تجاوز نطيرتها الامريكيه وقد يكون لايران دور مباشر في مساعدة وحث روسيا على الاسراع في اتخاذ مثل هدا القرار الاستراتيجي والذي تزامن مع الاعلان عن تشكيل مربع استخباري روسي ايراني عراقي سوري وهذه التطورات المتسارعه مجتمعه من شانها فرض واقع عسكري جديد على الساحه وقد تضطر امريكا للتخلي عن موقفها الداعم للسعوديه فيما يتعلق بالشان السوري حفاظا على ماء الوجه وعلى القوات المواليه لها والتي اصبحت تحت وابل النيران الروسيه وربما يتم الخروج بتوافق يبقي الاسد خلال المرحله القادمه ضمن ما طرحه وزير الخارجيه الامريكي سابقا كامر بدى واقعا الان.
ان نجاح هذا القرار قد يتمكن من رسم شكلا جديدا للسياسه العالميه في المنطقه مما سيجعل السياسه الروسيه قادره على استعادة هيبتها من جديد وفرض واقع القطبين بصيغه حديثه واحراج السياسه الامريكيه امام حلفائها بالاضافه لتوجيه الكاميرات ثانية نحو تاثير السياسه الايرانيه في الاقليم ونجاحها مؤخرا في عدة ملفات مما قد يقود المنطقه ويذهب بها نحو صراعات داميه من نوع جديد لا تخدم الا مصالح كبيرين العالم وهذا قد يكون سببا في جعل السياسه العربيه اكثر صلابه وقوه من ذي قبل لانها بالتاكيد لن تستسلم لاملاءات السياسه الايرانيه.
العميد المتقاعد بسام روبين