لا يمثلني
شعارات وهتافات،وقفات واحتجاجات،صرخات ونداءات منها القديم بحلول الإنسان على الأرض ومنها الجديد بظهور ما يسمى بالربيع العربي، شعارات تنادي للحرية وأخرى للاستقلال ، وقفات واحتجاجات في وجه الظلم والظلام ، صرخات ونداءات لجرح ينزف، شعارات ضد الغلاء وأخرى ضد الفساد ، هتافات تدعو إلى الإصلاح وأخرى تدعو إلى التخريب والدمار ، شعارات كثير ( للحرية، للسلمية ، للرحيل،لمحاربة الفساد، لمحاسبة الفاسدين، فلان لا يمثلني،......) حتى في المدارس إذا ما جاء مدير متسلط وضعيف في إدارته ، نادى الطلاب وهتفوا لرحيله...وينادي الناس لرحيل نائب في البرلمان أو لوزير أو لرئيس بلدية بمجرد تقصيره وضعفه في عمله ومهامه، يهتفوا ويطالبوا برحيلهم لأن أفعالهم ومواقفهم اختلفت عن أقوالهم وبرامجهم الانتخابية وعن عهودهم وأيمانهم التي اقسموها ، فينادي الناس بفلان لا يمثلني.
هذا كله في عالم السياسة المجهول والغامض ، لكن اليوم وفي حياتنا اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية ونخص بالذكر جيل الشباب ( ذكوراً وإناثاً) فلم يعد تعني لهم كلمة كبير وشيخ العشيرة والقبيلة شيء ، فعندما يعطي كبار العشيرة كلمة وعهد أو قرار حكيم فيه المصلحة ويتعارض هذا الشيء مع مصلحة الشباب وهواهم سرعان ما يتنطحوا لهذا الشيء بالرفض والرد وكأن لسان حال الشباب يقول بأن فلان لا يمثلني...حتى أن هذا التمرد والتفرعن من بعض الشباب لم يقف إلى هذا الحد بل وصل إلى أن يعارض ويرفض كلام والديه إذا ما حل بالشاب أمر ما وأراد الوالد أن يختار له الشيء الأنسب والذي فيه مصلحته، فإذا ما تعارض مع هوا الشاب رفضه واتهم والده بالرجعية والقدم وكأن لسان حال الشاب يقول بأن والده لا يمثله...وهذا أمثاله كثيرة كالشاب الذي يجلس على احد مقاهي البلدة ويقول بأن المرأة بنصف عقل ونسي أن هذه المرأة تعبت في حمله تسعة أشهر وتعبت وسهرت في تربيته وتعليمه حتى وصل إلى ما هو عليه ، وبالنهاية يتهمها بنقصان العقل ( دون حياء).
فنقول لمثل هؤلاء ، بأن التربية هي أساس الإنسان وعصب حياته ، وان التعليم لا يصنع التربية ، فكم من أناس ارتقوا وارتفعوا بأخلاقهم وتربيتهم ، وكم من أناس دنوا وسقطوا بقلتها وفقدانها.