تساقط اوراق الشجر
خاص
م وانظر إليها وأتحسس جمالها بأعينى، أتلهف إليها شوقًا وحبًا وعشقًا وهنا يحنو قلبى إليها تعظيمًا وإجلالاً وتمسكًا، تتغير بتغير فصول العام يزداد جمالها فى الربيع الذى تستنشق منه رحيق جمالها إنها حقا خلقت كما أرادت، تتزين بالأوراق التى تعلوها عصافير الحياة التى تطير وتسبح فى الفضاء عالقة تبحث عن هذا الموطن ليحتويها ويحتوى إحساسها الدافئ، تنمو وتزدهر بجمالها كل يوم وهى على علم بقدوم يوم تتساقط فيه تلك الأوراق من عليها لتستقر على الأرض إنها حقا قمة الاستمتاع بالحاضر لا يشغلها تلهف الناظرين ولا ابتسامة الغاوين ولكن كل ما يشغلها هو ترجمة الجمال فى أعين العاشقين وليستظل بظلها العابرين من شدة سهام الشمس التى تصيب وتميت إنها تضحى من أجلهم لتتلقى تلك السهام التى طالما تعرضت لها زادتها جمالا وإحسانا وإشراقا .
تمر السنون وكلما مرت تزداد قوة وجمالا تجذبنى إليها مهما كان الزمن عالقا بيننا فهى لا تعطى للزمان بالا ويأتى عليها فصل من فصول هذا الزمن تتساقط فيه الأوراق على الأرض لا تستطيع أن تنحنى وتلملم تلك الأوراق لإصرار الأخرى على تناثرها وعدم تجمعها لكى تقوى من جديد ويكون لها وجود وقوة ولكن إصرار الأوراق لا يؤثر عليها لأنها خلقت فقط لتزينها فلا قيمة لتلك الأوراق المبعثرة دون وجودها فهى التى منها تخلق وتزدهر وفى سبيلها تموت وتندثر .
عندما تتساقط أوراق الشجر على الأرض ويسير العابرون عليها هنا لا تزيد من اهتمامهم مثقال ذرة لأنها أصبحت هى والعدم سواء لا قيمة لها ولا اهتمام، ولكن عندما تكون فى مكانها الصحيح تزين مكانها وتعطى جمالا لحاملها وتكون سترا من شعاع الشمس الحارقة لمن يستظل تحتها تجد الطيور عالقة فوقها تستنشق من رحيق جمالها وهى تتلألأ بلونها الأخضر.
فيا أيها الشباب كونوا كالأوراق على الشجر فى فصل الربيع لتتجمل الأوطان بكم وتحلق الحرية فى فضاء أوطانكم لكى يتمسك الوطن بحبكم ويتباها بجمالكم فأنتم دون الوطن شىء لا يذكر والوطن دونكم يصيبه الشيخوخة والمرض والعجز والكسل كونوا يدا واحدة لتحيا الأوطان على أكتافكم فأنتم حين تتشاجرون وتتفرقون ستصبحون كالأوراق المبعثرة على الأرض لا قيمة لها ولا وزن.