ضيف الله
أول جائزة حصلت عليها , كانت في الصف السادس الإبتدائي (ب) ..كان لدينا سباق ضاحية يمتد من لواء القصر وحتى الربة , وأنا كنت ضمن فريق مدرستي , وأتذكر أن اللجنة المنظمة ..حاولت طردنا لكنها فشلت , والسبب يعود إل أننا رفضنا إرتداء (الشورت) ...أنا أيضا رفضت قلت للمعلم (عيب) ..
كان فريق مدرستي يضم (6) طلاب من بينهم (ضيف الله) ..وكنا نراهن عليه بأنه سيفوز بالمركز الأول , والسبب يعود إلى تكوين (ضيف الله) ونشأته فهو بعد المدرسة يعمل راعيا للأغنام , وهذا يتطلب منه مطاردة القطيع ..والركض أحيانا لهذا كان يتمتع باللياقة المطلوبة لمثل هذا السباق ...والغريب أنه أصر يومها أن يركض حافي القدمين ...ونحن شجعناه على ذلك , واللجنة المنظمة لم تمانع إذا ركض عاريا أصلا...
تجمعنا عن خط البداية , ثم أطلق المنظم رصاصة ...وانطلقنا , لحظات وإذا بالفتى يبتعد عنا مسافة هائلة , لقد إنطلق مثل النمر سريعا جدا ...وأنا ركضت خلفه , مسرعا , والحقيقة ...أن سرعة الجري أدت لإنقطاع (مغيط بنطالي) ولكني مسكته من الجهة الخلفية وأكملت الركض , مع كل ذلك ...لم يتمكن أحد من المشاركين الوصول إلينا فقد كان ضيف يتصدر في المركز الأول ..وأنا بالرغم من (المغيط) إلا أنني كنت في المركز الثاني ...
المهم وصلنا ...وصفق الطلاب لنا , واحتضن أستاذ الرياضة (ضيف الله) فرحا بنصر المدرسة , وأنا للأسف لم أتمكن من إحتضان أحد خوفا من سقوط البنطال..
كانت الجائزة يومها , كأس صغير , مع طقم أقلام ...وأتذكر أنهم توجوني في المركز الثاني وضيف الله بالمركز الأول , ولا أعرف من الثالث ...ولكنه كان شعورا جميلا جدا ...فأنا حصلت على الثاني ببنطال من دون (مغيط) وضيف الله حصل على الأول حافي القدمين .
أين تكمن المسؤولية الاجتماعية والمسؤولية الإنسانية ؟ ..أولا المسؤولية الإجتماعية تكمن في حفاظي على البنطال ..وإستمراري بالركض , وهذه تعتبر قمة المسؤولية أما الإنسانية , فهي في (ضيف الله) الذي فاز بالمركز الأول (حافي القدمين) ....
وها أنا اليوم ...أعود للصف السادس الإبتدائي , وأتذكر أني حصلت على جائزة يومها ...فقد كانت الأيام أجمل , وطفولتنا أجمل ....ووجوه الناس أجمل , والمدى كان أجمل ...وأحاول بالرغم من حجم القبح أن أجعل كلماتي أجمل .