زواج بنوع مختلف
لم تذهب النساء كعادتها لنقد العروس وأهلها، ولم يسأل أهل العروس عن العريس وأخلاقه ولا عن عمله وراتبه ولا عن نوع سيارته وحجم بيته ، وكذا أهل العريس لم يسألوا عن أخلاق عروس ابنهم ولا عن طولها وجمالها ، ولا عن ثروة أبيها وأملاكه ، ولم يذهبوا إلى ديون الخدمة ليعرفوا ترتيبها التنافسي في التعيين.
زواج لم يفنّد فيه سياق العروس ، ولم يشترط حضور الجاهات لطلب العروس ، ولم يحجزوا الصالات المترفة والغالية ، ولم تشترط العروس الذهاب لصالونات التجميل والتزيين ، ولم تطلق فيه الألعاب النارية ، ولم تؤخذ فيه عباءة العم والخال.
هذا ما حدث في بلدة سعير بمدينة الخليل بفلسطين عندما أقدم أهل الشهيد البطل رائد جرادات بطلب يد الشهيدة البطلة دانيا أرشيد من والدها عقب تشييع الشهيد رائد ، حيث كانت لحظات رائعة ، تدمع لها العيون ، وتميل لها القلوب ، عندما تعانق والد الشهيد رائد ووالد الشهيدة دانيا ( اللذان استشهدا برصاص العدو الصهيوني الغاشم).
هكذا اختار أهل الشهيد رائد عروساً لأبنهم في الجنة ، عروساً لبست الثوب الأبيض الممزوج بدم الكرامة والنضال، والمملوء بحب الوطن والأرض لا بحب السلطة والكرسي، رحلوا لتزفهم الملائكة إلى السماء والى رب السماء .
فنقول للأبطال رائد ودانيا، هنيئاً لكم بهذا الزفاف العظيم وبهذا الفوز الكبير ونبارك عليكم زواجكم الطاهر ونبارك لكم بيتكم الجديد في الفردوس الأعلى.