التملق يرتقي بأهله
ما شاهدناه على فضائياتنا يدمي القلب ويفوح برائحة التقصير والإستخفاف وعدم الإكتراث لحياة المواطنين وممتلكاتهم. خرج أمين عمان عدة مرات ليزف البشرى الوهمية لمواطني عمان بالجاهزية الكاملة لفصل الشتاء والإستعداد التام لمواجهة ما يمكن أن يطرأ جراء الأمطار والثلوج.
التقصير ظهر واضحا من قبل مخططي الأمانة وما تم عمله لا يرتقي للمستوى المطلوب. أما أن يبقى المعنيون يتعللون بكميات الأمطار غير المتوقعة، فهذا لن ينفي الأداء الضعيف والتقصير الواضحين من قبل الأمانة التي لم تضع خططها بشكل يستوعب حالات الطقس الطارئة، بل هي خطط آنية قصيرة المدى لا تفي بالغرض.
ويأتي هذا التقصير ليضاف إلى أخطاء الحكومة المتراكمة والتي يذهب ضحيتها دائما المواطن المسحوق. كما ويأتي هذا التقصير وهذا التخاذل وهذا التهاون في سياق منظومة الفساد الذي يكافح بسرعة السلحفاة.
هل سيعوض المتضررون الذين خسروا سياراتهم ومحتويات بيوتهم وشردوا من بيوتهم ليصبحوا عالة على أنفسهم وعلى ذويهم والأمانة التي هي جزء من الحكومة وتقصيرها السبب بكل ذلك؟؟
أمين عمان ميال للإحتفالات والشكليات والمظاهر والإهتمام بالدعاية الزائفة وبدعم من رئيس الحكومة الذي عينه بطريقة لاقت معارضة كبيرة، وهو تعيين يندرج تحت أخطاء الرئيس التي يكتوي بنارها في النهاية المواطن الأردني الذي ابتلاه الله بسلطتين تشريعية وتنفيذية ليس للوطن والمواطن نصيب بأولويات عملهما.
ها نحن نعود للمربع الأول فيما يتعلق بالأداء السليم من خلال الوظيفة المنوط بها خدمة المواطن على أكمل وجه. ألم تتكرر هذه المآسي جراء الإنجرافات ومداهمة المياه للبيوت؟؟ وعلى الدوام يتعلل المسؤولون بقسوة الطبيعة وعدم توفر القدرة الاستيعابية.
الخلل يكمن في عدم وجود نوايا خالصة للعمل بشكل سليم وصحي وعدم وجود الجدية في التغلب على المشكلات القائمة. وهذا يدفعنا للقول أن هناك سبق اصرار لإبقاء المشكلات قائمة حتى يتم خلق مناخ خصب وملائم للتلاعب والسرقة، وأن ما يتم الإعلان عنه في الإعلام من قبل المتشدقين والمتملقين المصفقين بغير وجه حق ممن هم في موقع التنفيذ، ما هو سوى واجهة لتغطية العفن المتراكم والأخطاء المتكررة.
ما حدث من خسائر وانقطاع عن العمل شل العاصمة قلب الأردن لهو سبب وجيه جدا لإعادة تقييم أداء أمين عمان وطاقمه التخطيطي والتنفيذي كخطوة لإقالته ومحاسبته على التقصير لأننا لم نعتد على استقالة مسؤول على خلفية خطأ. التصفيق وكيل المدح والنفخ بمقولة "الأمن والأمان" دون التركيز على الخطأ والمخطئين والعمل على اجتثاث مسببات الأخطاء، سيبقينا بوضعية الثبات التي تعيق تقدمنا وتقتل فينا الإرادة على التجديد والعمل الجاد.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com