من الذي تسبب في غرق عمان
تتعالى اﻻصوات المطالبه باقالة امين عمان وبعض المسؤولين الذين اتهموا بالتقصير من قبل العديد من المواطنين واعتقد هنا أن اﻻستعجال في اصدار اﻷحكام على هؤﻻء المسؤولين فقط قد ﻻ يكون منصفآ ولا يعالج جذور المشكله فالمسؤوليه مشتركه وتاريخيه والفرصه الان مواتيه لتشخيص الحاله ومسبباتها جيدآ لضمان عدم تكرارها ومن ثم محاسبة كل من ساهم في إلحاق الضرر بالارواح والانسان والممتلكات وأتمنى ان نبدأ بأولئك الذين رسموا وخططوا وأقروا تلك البنى التحتيه المريضه لعمان وذلك التنظيم الضعيف .
ولم يراعو اثناء تخطيطهم عوامل تضخم النمو السكاني ومتطلبات الحياه الطبيعيه بالاضافه للكوارث والازمات المحتمله الواجب مراعاتها اثناء تخطيط المدن ورسم سياساتها لذلك فأن امين عمان وكوادره بما ورثو من امكانات ﻻ يمتلكو عصا سحريه ﻹستيعاب كميات اﻻمطار الضخمه التي سقطت خﻻل فتره قصيره لا بل يتحملها اؤلئك الذين صممو تلك البنى وتنحصر مسؤولية امين عمان ان وجدت بأي تقصير له عﻻقه بإدامة عمل تلك البنى التحتيه وعدم استغﻻل اقصى امكانات وطاقات اﻷمانه في نجدة المواطنين وعدم وضع خطط الطوارئ ضمن الامكانات المتوفره وهذا يقودنا لتحميل نتائج هذه الكارثه الطبيعيه بالدرجه الاولى .
لمنظومة الفساد التي تربعت وما زالت على بعض قرارات دوائر الدوله نتيجة لضخامة ما اصاب عمان وعدد من المحافظات اﻻردنيه لان استمرار سياسة التعيينات اعتمادا على المحاصصه والجغرافيا والمصالح المشتركه واستبعاد الشرفاء والكفاءات ﻻ بل تهجيرهم لبناء الدول اﻷخرى الحديثه من شأنه أن يظهرنا ضعفاء امام اي موقف غير اعتيادي ويبقينا في الوحل نصفق للباطل وﻻ نقوى على قول الحق وللخروج من هذه الحاله الثقافيه السلبيه المتفشيه يلزمنا ان نتصالح مع داخلنا الجميل ونخلص النيه ونوجه البوصله نحو اﻷسباب الحقيقيه التي تقف خلف فشل الاجراءات والتقصير بها اثناء حدوث الازمات الصناعيه والطبيعيه وأن نتوقف عن تحميل المسؤوليات للحلقه اﻷضعف في السلسله بل نعمل من اجل استبدال ومحاكمة حلقات الفساد القويه التي ساهمت في ضياع مقدراتنا الوطنيه وتراجع اﻷقتصاد فاﻷموال التي خصصت للحكومات الميدانيه وللحكومه اﻻلكترونيه خﻻل السنوات السابقه كفيله بأظهار عمان كعاصمه أوروبيه لان حجم الانفاق لا يتناسب والتطور المشهود علما بأننا نفتخر بعماننا وباقي مدننا ونتباهى بنظافتها وايجابياتها الكثيره ونحمد الله الذي خفف علينا بجبلية عمان ولكننا ايضا نريد لها مزيدآ من التطور وأن تظهر دوما كعروس ترتدي ذلك الفستان اﻷبيض اﻷجمل من المسؤولين ووعي وثقافة مواطنيها وهذا ايضا ﻻ يعفينا كشعب بل يحتم علينا القيام بمسؤولياتنا الوطنيه حيال الكوارث وأن نكون سندآ للحكومه وﻷجهزتها أثناء وقوع المصيبه ونؤجل المحاسبه لما بعد انتهاء واجب العزاء وكالمعتاد سيبقى السؤال مطروحا حول من تسبب في غرق اجزاء من عمان داعيا العلي القدير ان يحفظ انساننا وقيادتنا ومدننا انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين