عمرة بعد أحداث منى ورافعة الحرم
في الأسبوع الماضي، منّ الله عليّ بأن قمت بأداء مناسك عمرة، وكم كان الجو لطيفا والحرم أقل ازدحاما، وذلك لعودة حجاج بيت الله الحرام إلى بلادهم مغفورا لهم بإذن الله، وفتح باب العمرة لم يبدأ بعد، واتسم الجو بالروحانية التامة، وتخيلت بعد منتصف الليل وأنا في صحن الحرم سقوط الرافعة، وموت العديد من المسلمين، كما تخيلت أيضا عمليه الازدحام والتدافع في منى وموت العديد من المسلمين هناك.
كان هناك شعورا متضاربا لموت وفراق تلك المجموعات، وكم كان حجم الفاجعة التي ألمت بكافة ذوي وأقارب ومعارف وأصدقاء المتوفين، ناهيك عن شعور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بتلك المصائب، وبالمقابل كان موت أولئك الذين تغمدهم الله برحمته، وأسكنهم الله فسيح جنانه، في أفضل الأمكنة على الإطلاق وأحبها إلى الله في هذه الدنيا وفي أفضل الاوقات، كما أنهم في أفضل حالة يتمنى أي مسلم أن يكون عليها، فهم المتوجهون إلى الله بملابس إحرامهم لأداء مناسك الحج، ومنهم من انتهى من ذلك، أو كان في مناسك العمرة، والجميع دون استثناء مسلمون عابدون الله تجمعهم جميعا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. كم آلمني فرقة المسلمين الموحدين وكل طرف يتكلم عن الطرف الآخر وكأنه العدو الأول له، والسؤال: لماذا هذه المصائب والفرقة والتشرذم بين المسلمين، مع انه لا يستطيع أحد أن يكفر الآخر مطلقا فالجميع في بيت الله الحرام ولو كان أحدهم كافرا لما اجتمعوا في ذلك المكان حيث يحرم ذلك المكان على أي كافر في الارض بدخوله، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)) فأين نحن من ذلك؟ ويقول الله سبحانه وتعالى أيضا ((لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ )) فأين نحن من ذلك؟ حيث نوالي الأمريكان والروس والصهاينة، ونترك موالاة المسلمين بعضهم لبعض، وكنت أتخيل واتمنى لو ان السعودية وتركيا وإيران ومصر كانت على قلب رجل واحد، ماذا كان سيحصل للمسلمين في كل الدنيا؟ وماذا كان سيحصل في العالم أيضا؟
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا ويوحد قلوبنا وأن تكون بوصلتنا مخافة الله سبحانه وتعالى، وأن تتجه كلها لفلسطين والمسجد الأقصى، بدلا من اتجاهها للشرق أو للغرب أو لمصالح فردية لكل قطر وكلها لا تسمن ولا تغني من جوع.