الملك مدرسة في السياسه
إن السياسة الناجحة كما الأمن ﻻ يشاهدان بالعين المجرده ولكننا نشعر بهما من خلال عوامل كثيره أهمها اﻻستقرار ومرونة المواقف والدبلوماسيه التي تحافظ على حركة السفينه في مسارات امنه بعيدآ عن الرياح والجبال الجليديه والصخور بالرغم من معارضة البعض لها ومما لا شك فيه أن جﻻلة الملك قد تمكن بحنكته السياسيه من عبور ازمات كثيره وتخطيها وكان من الممكن لها أن ترسل علينا كالطير الابابيل وكما حدث مع شعوب عربيه شقيقه فرج الله كربهم حيث استطاع جلاته أن يحقق إنجازات سياسيه ملموسه ومتميزه بالرغم من ضعف اﻻقتصاد المحلي والذي يعتبر بمثابة الحصان الذي يجر عربة السياسه ويمنحها القوه والمنعه فها هي السياسه اﻻردنيه تنجح لا بل تنال رضى وثقة نادي اﻷقوياء في نيويورك وهذا الانجاز يعود الى الديناميكيه العاليه التي امتازت بها تلك السياسه القائمه على عمود فقري سليم يؤمن بانه لا يوجد عدو دائم ويجب احترام الجميع وعدم التدخل في شؤون الغير والتنسيق الدائم والمسبق قبل اﻻعﻻن عن المواقف الاستراتيجيه وهذا ما قد يظهر خلال اﻻيام القادمه اثناء اﻻعﻻن عن اسماء التنظيمات اﻻرهابيه بالرغم من تخوفي على الاردن وكما تحدث محامي القضايا الامنيه حاتم الغويري في احد لقاءاته بسبب اختلاف معايير التصنيف بين الدول مما قد يتسبب بحرج كبير للاردن مع بعض الاصدقاء ولكن ثقتنا بتجاوز هذا الاختبار الصعب كبيره .
فالمتتبع للسياسه اﻻردنيه الخارجيه ولنهجها الاميز خﻻل السنوات الملتهبه الماضيه يستطيع أن يؤسس من مجراياتها مدرسه نموذجيه لتدريس السياسة الاكتوارية لكي يستفيد منها الاخرون في المحافظه على اوطانهم وشعوبهم وتجاوز المخاطر لانها فعلا استطاعت ان تكون بردا وسلاما على الشعب الاردني في ظروف دامسه ومعقده وهذا الانجاز يعزى اوﻵ لحنكة جﻻلة الملك وثانيآ لوعي وتعاون الشعب اﻻردني العظيم وثالثآ لنجاعة دراسات وتوصيات الاجهزه اﻷمنيه وتقديراتها للمواقف السليمه المستندة لتحريات وجهود استخباريه دقيقه كانت تقدم لتساعد وتسهل مهمة جﻻلة القائد اثناء قيادته للمشهد السياسي الخارجي ولكن هذا النجاح والتميز السياسي الاردني بقيادة جﻻلة الملك ﻻ يتوافق ولا يتناغم مع ذلك الفشل الملموس للسياسه اﻻقتصاديه والتشريعيه التي سببتها الحكومات المتعاقبة واثقلت بها اﻷعباء على المواطنين اﻻردنيين ولم تكن سندا لسير تلك السياسة الخارجية الناجحة في كثير من اﻷوقات بل كانت عبئا عليها .
المهم في هذا الشأن أننا نعتز بتلك النجاحات السياسيه التي قادتنا الى اﻻستقرار وجاوزتنا المحن بفضل من الله ونفتخر بقائد السفينه ونتمنى ان يكون هذا النجاح درسآ مستفادآ للجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي مستقبلا خلال ادارتهم وتعاملهم مع الملفات والقضايا التي تهم الوطن والمواطن لكي يكون هنالك تقاربا وتناغما وغزﻵ حقيقيا ما بين السياسه الخارجيه الناجحه والشأن الاقتصادي والتشريعي المتعثر حاليا داعيآ العلي القدير ان يوفق القائد لما فيه خير الشعب والوطن ويرزقه الحاشيه الصالحه والامينه المخلصه التي تشعر بهموم الشعب واوجاعه إنه نعم المولى ونعم النصير .