شتاء ليس كالشتاء
الربيع كل عام يلبس فستانا أخضر أجمل من الذي قبله ,والصيف كل عام في ثوب جديد ,ثم يأتي
الخريف وينزع عنهما ثوبيهما ليلبسا الأفضل في العام الذي بعده الا الشتاء فهو دائما شتاء ليس
أكثر تتشابه تفاصيله :مطر منا من يسير تحته ومنامن يدعو عندما يراه
, وبرق ورعد يوقظان فينا ضمائرنا بين فينه
وأخرى, وثلج ينتظره الجميع ليلعبوا فيه ويعودون كلهم أطفالا فتتساوى فيه الأعمار ,ربما علينا أن
نقدر الثلج أكثر لأنه بات المعيار الوحيد الذي يدعو للمساواه في حين اشتد الصراع بين الموضه
والدم بين الشهداء والمغنيات الساقطات ,بين التطرف الذي لا يدفن الموتى ويكرمهم والانحلال
الذي يدفن أحياءنا مفارقات قاتله نعيشها وما بين هذا وذاك نسينا القضيه الأساسيه وهي أمتنا التي
تنقص كل يوم , لكن هذا الشتاء متجمد كالقلوب من حولنا, زمهرير غربي تسرب الى جلودنا عنوة
وصقيع ترك بلاد العرب بارده لم يمت هذا الشتاء للشتاء بصله فتفاصيله مشوهه وأحلامه مؤجله
في وطن أصبحنا لا نعلم من السائل فيه ومن المسؤول , من الجاني ومن المجني عليه ومن
الشهيد الحقيقي ومن يحمل لقب شهيد,في وطن لا نعلم من نلوم فيه الغرب أم حكام بلاد الرمال أم
السارقين أم الجائعين ,نتيجه لكل هذا من الطبيعي أن يكون هذا الشتاء شتاء ليس كالشتاء.