ليكن عام الرحمة
هوا الأردن - د. زيد خضر
يطل علينا اليوم عاماً جديداً ولا ندري ما يأتي به هذا العام من خير أو شر فعلم ذلك عند الله تعالى ، ولكننا علمنا ما كان في العام الماضي من خير وشر ، ولا زلنا نتذكر ما قمنا به نحن من أعمال حسنة أو سيئة ، وعلمنا كم ظلمنا من أناس ، ونغصنا عليهم عيشتهم وأحلنا حياتهم إلى جحيم لا يطاق ، فليكن هذا عام خير ومسامحة ورحمة .
فلنرحم إخواننا المحاصرين في فلسطين المرابطين في ساحات بيت المقدس ، ولنرحم إخواننا المكلومين في سوريا ، وإخواننا المصابين في العراق وفي ليبيا واليمن ، والمقهورين والمظلومين في مصر ، ولنرحم إخواننا في كل مكان ، وليكن هذا العام عام الرحمة .
ألسنا مسلمين ، وربنا هو الرحمن الرحيم ، أوليس نبينا نبي الرحمة ، وديننا دين الرحمة ، فلماذا لا نكون رحماء نعطف على المكلومين في كل مكان .
أيها السادة: ليرحمنا حكامنا والمتسلطين على رقابنا وليوقفوا القتل في إخواننا رجالاً ونساءً ، ليوقفوا دمار مساجدنا وبيوتنا ومؤسساتنا ، وليوقفوا إحراق الأخضر واليابس ، وليوقفوا استيراد الآلات القتل والدمار من الخارج بل ليوقفوا استئجار القتلة والمجرمين من خلف البحار لقتل شعوبهم ومعارضيهم ،وأناشدهم أن لا يقفوا مع أعداء الأمة في خندق واحد لمحاربة إخوانهم ، وليكفوا عن المؤامرة على بلدانهم .
ليرحمنا علماءنا الذين يتصدرون دور الإفتاء والقضاء بالكف عن إصدار الفتاوى التي لا تخدم إلا الأعداء ، ولا تشيع الرحمة والتسامح بين الناس بل تدعو إلى قساوة القلب وجفاف الروح ، وتخدم أعداء الأمة ودعاة الفتنة : فما معنى الفتوى بأن سيدنا إدريس هو أحد الفراعنة ، وما معنى الفتوى أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم يقع في الطائف ، وما معنى الفتوى بعدم جواز مقاومة أهل فلسطين للعدو المحتل وحرمة التصدي لجنودهم .
ليرحمنا إعلامنا بعدم نشر هرطقاته وأكاذيبه التي يكشفها الصغير قبل الكبير فنحن شعب واع وشب عن طوق الوصاية ، ليرحمنا بعدم استضافة الفاسدين الذين يروجون للفساد في الأرض ، وليرحمنا بعدم نشر الصور الفاضحة التي تحض على الرذيلة والفحش .
ولترحمنا حكومتنا بمساعدة المحتاج والعطف على الفقير ، ونشر العدل والمساواة بين الجميع ، فما معنى أن ينخفض سعر البترول عالمياً ليصبح البرميل بأقل من 37 دولاراً ، وينخفض سعر صفيحة البنزين عندنا ثلاثون قرشاً فقط ، إنها هدية لنا في العام الجديد ولا أريد أن أفسد عليكم العام الجديد بذكر بقية الهدايا الحكومية لنا .
وأخيراً لنرحم أنفسنا بإزالة الكراهية والحقد من نفوسنا ، فليحب بعضنا بعضاً ولنعمل على نشر الخير والفضيلة في مجتمعنا ، نساعد المحتاج ، ونعفو عن المخطئ والمسيء ، ولنكن كالشجر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بالثمر .