واضعو أسئلة التوجيهي .. ومعاناة الأهل
هوا الأردن - دريد المحيسن
كل عام تعيش العائلات الأردنية رعب الثانوية عدا ما يعانيه الأهل بالتضحية بالعلاقات الاجتماعية والضغوط النفسية والإرهاق المادي بسبب الدروس الخصوصية من أجل حصول أبنائهم على معدل يؤهلهم للقبول في إحدى الجامعات.
إلى متى نبقى نعيش في رعب وقلق و"قرف" التوجيهي؟
فوق كل هذه المعاناة يأتي واضع أسئلة التوجيهي ويفرد عضلاته على الطلاب ويكتب اسئلة مستواها اعلى من مستوى طلاب المدارس ؛ ما يشعرك بأنها لم تصاغ لاختبار قدرات الطالب على العكس وإنما للثأر منه.
فالوقت المحدد للاختبار غير كاف ,ولم يراع الفروق الفردية ,وبعض الأسئلة تجيء غامضة ومحيرة فهذا يؤدي إلى إرباك الطالب ويسرق وقته دون أن يشعر؛ فالأسئلة الصعبة تؤدي إلى قتل طموح الطلاب وإحباطهم من خلال امتحان غير مدروس.
ولوحظ – حسب شهود عيان – وجود حالات إغماء لبعض الطلبة في مدارس المملكة وتوتر شديد نتيجة صعوبة الامتحان وتكثر ردود الفعل التي تتوالى بعد كل امتحان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سخط الطلبة ويخرج المسؤول ويصرح بأن الامتحان تم صياغته ليتناسب جميع مستويات ألطلبه والأسئلة من داخل المنهاج والامتحان مباشر وبسيط وضمن قدرات الطالب.
سؤال يطرح نفسه.. ماذا تهدف وزارة التربية والتعليم من وراء وضع أسئلة غاية الصعوبة؟
هل تريد أن تزيد نسبة الرسوب؟ فارتفاع نسبة الرسوب يعني أن الطالب الراسب هو ألان في صفوف البطالة وهذه كارثة تستدعي حالة الطوارئ في أعلى المستويات في الدولة الأردنية.
أما الهدف فأنشاء جيل فاشل لحل مشكلة العمالة الوافدة وتخفيف الضغط على الجامعات بحجة انه لا يوجد وظائف للخرجين من الجامعات؟.
وفي الختام..
لا بد أن يخضع واضعو الأسئلة الصعبة الى فحص طبي لأنهم يعانون من انفصام بالشخصية وعقدة النجاح.
وأتمنى عند كتابة الأسئلة أن نراعي الفروق الفردية ,والمبحث ,ومدة الامتحان وان يكون الهدف هو تقيم مدى قدرة الطالب على الإجابة وان لا يكون التعجيز الهدف المطلوب.