منارات الاسلام
جميع الأنبياء والمرسلين جاءوا بكلمة التوحيد كلمة الحق والخلاص لكل زمان ،ليشهد الإنسان بها وبحقها وصدقها وإحسانها أمام ما يشاهده من استعلاء وتكبر وتحكم وظلم واستعباد للفرد والمجتمع ،واقع منذ الأزل مع الأنبياء والمرسلين إلى يومنا هذا الذي تطور على شكل قوانين وأنظمة صنفت البشرية لعوالم ودرجات درجة الرقي والتقدم في التضليل وتجنيدها في استعباد البشرية المصنفة بدرجة التخلف ،لهذا فقد كانت كلمة التوحيد والشهادة بها أمام الواقع من أول الأركان التي تقوم عليها منارة الإسلام ،ليتحرر الإنسان من واقع العبودية المفروضة عليه ، بالاستعانة والصلة مع خالقة ، وتزكية النفس من حب الدنيا ، وتطهير الجسد من شهواتها وخمولها مفهوم أركان الإسلام.
،شهادة توحيد وصلة وتزكية النفس وتطهير الجسد، تحي القلوب ليرتقي مفهوم الإنسان للحياة ببصيرة الصدق بالتوحيد الذي يحيي الشعور بالحق والحب والحرية ،شعور يمنح القوة في إتباع هدى خاتم المرسلين (لحفظ الرسالة ،ونسخ الرسالات السابقة بها ) ، ليرتقي المسلم لمنارة الإيمان المبنية على أركان من الصدق لهذا فان المؤمن لا يكذب بالمطلق ،كون الكذب لا ينتج عن غفلة كما هو الحال مثلا مع الزنا ،إنما من يكذب يتطلب منه جهد من الوعي في تغيير وكفر الحق الكامن في الصدور .
منارة الإيمان المبنية على أركان الصدق في القلوب ،تشعر المؤمن بالسعادة والاطمئنان والاستسلام تشعره بحلاوة الصدق منبع القوة الحقيقية التي تكشف كل زيف للباطل ،لهذا فمن ضاق حلاوة الإيمان انس بها واكتفي واطمئن ( فانس الإنسان لا يكون إلا بالإيمان )،ولهذا فان من علامات التوصل لحلاوة الصدق(الإيمان)الخوف من الكفر اي كفر وتغطية الحق الذي تنبضة القلوب في كل لحظة من الحياة بالنفوس المريضة ،وهذا الخوف يجعل المؤمن يحرص على محاسبة نفسه ،لدرجة طلب القصاص منها والأمثلة كثيرة .
محاسبة المؤمن لنفسه فيها دلالة على الرقي في شفافية الروح ،التي تمكنه من الشعور بمراقبة الخالق له ليرتقي لمنارة الإحسان التي تمكنه من التسامح والصفح عن المسيئين إليه ويتصف بحسن الخلق ،ويتصف بصفات الأنبياء والمرسلين المتصفين بصفات الخالق ،فالمحسن هو خليفة الله في أرضه ،لهذا فقد ذكر الله تعالى المحسنين مع ما وعد به الأنبياء والمرسلين من اجر ومغفرة ودرجات ،وان كثير من الديون والأمور المكلف بها الإنسان لا يمكن تحقيقها وقضائها في الدنيا إلا بالتوصل لدرجة الإحسان ومثال ذلك الإحسان للوالدين فالإحسان لا يجزا إلا بالحسان في الدنيا والآخرة .