خلي وطنيتك تنفعك
يحكى أنه في غابر الزمان كان هناك رجل يدين بالإنتماء والولاء لبلاده الواق واق وحاكمها،شأنه في ذلك شأن آباءه وأجداده.
وشاءت الأقدار أن يتولى شخص كان يهتف ضد الحاكم ويطالب بتغييره،موقعا متقدما في تلك البلاد،وأصبح مسؤولا عن ذلك الرجل الوطني،الذي عانى من سياسته وآلمته كثيرا أفعاله وأقواله الخارجة على المألوف،التي لم تكن تصب في صالح بلاده،فهذا ما لم يألفه سكان بلاد الواق واق.
لقد تأزمت المواقف وكان الوضع ومجريات الأمور تنذر بحالة من الصدام المباشر بينهما،وهذا ما حدث بالفعل،لأن المسؤول كان على رأس عمله فجامله الكثيرين بسبب منصبه.
لقد أوغل ذلك المسؤول وتمادى وأفرط في إستخدام سلطاته وصلاحياته التي منحه إياها القانون بحكم منصبه بدون وجه حق وبطريقة غير مسبوقة لم تشهد بلاد الواق الواق مثيلا لها.
وكان قد لحق بالرجل الوطني ضررا جسيما بسبب ما أقدم عليه ذلك المسؤول من قرارات تعسفية ظالمة ومجحفة بحقه ... والرجل الوطني كان معتمدا على وطنيته التي يشهد له بها جميع سكان البلاد،ضنا منه بأنها ستكون المنقذ له، لأنها السلاح الوحيد الذي يملكه وبه يمكنه أن يجابه غطرسة ذلك المسؤول لأن الجميع يعمل في تلك البلاد تحت راية حاكمها.
ما زال الرجل الوطني ثابتا على موقفه ويقاوم بكل قوة وعزم.آملا أن يصل إلى حاكم البلاد ووضع مظلمته بين يديه لإنصافه برفع ظلم وتجبر ذلك المسؤول،وإعادة الإعتبار إليه لأنه رجل منتمي لبلاده وموالي للحاكم.
وهو ما زال مؤمنا بقضيته وساعيا لتحقيق هدفه،لأن الحق سينتصر على الباطل وخصوصا لما يعرف عن حاكم البلاد،عدله ورحمته ورأفته ولا يقبل بالضيم لأبناء بلاده.
هذا ما يعول عليه الرجل الوطني الذي وصلت حكايته الى الكثيرين من معارفه وإنتشرت بين سكان بلاد الواق واق الذين لا يختلفوا عنه بمواقفهم الوطنية، مبدين تعاطفا كبيرا معه ضد ذلك المسؤول الظالم المتغطرس.
وللوقوف على حقيقة الأمر فقد قام مراسلنا في بلاد الواق واق بالإتصال مع أحد أؤلئك الاشخاص لإطلاعنا على حقيقة الأمر.قائلا:
هذه القصة حقيقية وقعت احداثها في بلادنا التي لم تشهد لها مثيلا وهي سابقة خطيرة.ونحن متضامنين ومتعاطفين مع صاحبنا الرجل الوطني ولكننا لا نملك أي قوة أو سلطة لرفع الظلم عنه وإنصافه.
وسأله مراسلنا:هل لك أن تخبرنا عن مواقف سكان بلادكم حول هذه القضية؟
فأجاب بكل حزن وألم والدموع على وجنتيه مما آلت إليه الأحوال في بلاده بأن يُعاقب فيها الوطني ويُكافأ فيها المسيء على إساءاته للبلاد والحاكم،قائلا:
تتباين مواقف سكان بلادنا حول هذه القضية ... ولكن لسان حالنا بعد ما رأينا وشهدنا من أحداث وتطورات تلك القضية يقول للرجل الوطني:
" خلي وطنيتك تنفعك "
بعد كل هذا الظلم والطغيان هل سيبقى هناك وطني على وطنيته في بلادنا ؟؟؟أم أن الوطنية ستكون ضربا من الخيال ... وخرافة، كخرافة الواق واق؟؟؟
تعليق:إذا كانت مساواة المسيء بالمُحسن،ظلما ... فإن دعم ونصرة المسيء على حساب المُحسن،خيانة
بقلم:أسعد إبراهيم ناجي العزام
الجبيهة-عمان-الأردن