الائتلافات السياسية 2016
فيما أعلنت 6 أحزاب سياسية ائتلافا جديدا أول من أمس، تحت اسم "تيار التجديد"، كانت مبادرة "زمزم" تدعو عددا مهما من الشخصيات السياسية الجدّية، متنوعة الجذور الفكرية والسياسية، إلى لقاء من أجل إنشاء حزب سياسي من نوع جديد. وعرضت قيادة "زمزم" مقترحا للرؤية والمنطلقات والأهداف، وأيضا الاسم: "حزب العدالة والبناء".
هذان الحدثان جزء من حراك ينبعث مجددا هنا وهناك، ويرتبط بمشروع الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب الجديد والانتخابات المقبلة، في ظلّ ظرف إقليمي خطير يعزز الإحساس بالمسؤولية العامّة لحماية الأردن وأخذه بالاتجاه المعاكس لحالة التفسخ والعنف الدموي والاستقطاب الطائفي والجهوي في الأقطار التي فشل فيها "الربيع العربي" بالانتقال بالدولة الوطنية من الاستبداد إلى الإصلاح والديمقراطية والحكم الرشيد.
والأحزاب الستّة التي أعلنت اتحادها تأمل، حسب أمين عام حزب التيار الوطني د. صالح ارشيدات، باستقطاب أحزاب أخرى للالتحاق بالتيار، إلى جانب أي شخصيات سياسية تتطلع إلى تعزيز الحياة الديمقراطية. وقال إن قيام تيار التجديد هو دليل على الحداثة والانبعاث والصحوة السياسية، في مواجهة الجمود والهجمات المخفية من قوى الشد العكسي. والمرجح أن الائتلاف الجديد سيرتب أموره لخوض الانتخابات المقبلة في قائمة موحدة، حتى لو أن أطرافه تعلن موقفاً انتقاديا قويا لمشروع قانون الانتخاب الجديد، وتطالب باستعادة القائمة الوطنية وزيادة عددها.
في كل الأحوال، هذه أبكر خطوة تقوم بها أحزاب وفعاليات بانتظار الانتخابات المقبلة. وإلى الأمام قليلا بعد إقرار قانون الانتخاب، سنشهد حراكا قويا من أحزاب وشخصيات وفعاليات مستقلة، تبحث تشكيل ائتلافات لخوض الانتخابات في قوائم موحدة. ولما كنا في مرحلة نقاش القانون، فإنه يمكن إدخال تعديلات لاستقبال هذه الظاهرة والتجاوب معها في القانون.
فالنص في مشروع القانون كما جاء من الحكومة، يقول إنه يمكن استخدام نفس الاسم والرمز للقائمة في أكثر من دائرة، لكن هل يمكن أن يحدث ذلك عشوائيا؟! أي أن تأتي أي قائمة فتستخدم نفس اسم ورمز قائمة في دائرة أخرى، مع أنها من اتجاه سياسي ثان وربما نقيض، وكذلك في دائرة ثالثة ورابعة... وهكذا؟! بالطبع لا. ولذلك، فإن استخدام نفس الاسم والشعار واللون يجب أن يخضع لضوابط وآليات موجهة بالأهداف المتوخاة. والآلية، ببساطة، هي أن يأتي استخدام نفس الاسم والرمز واللون من خلال إعلان ائتلاف معين عن نفسه، ويتقدم بصورة مشتركة عبر مفوضين عنه لحجز اسم ورمز ولون واحد لقوائمه في مختلف المحافظات. وهذا توجه يجب تشجيعه من أجل نشوء أحزاب برلمانية رئيسة، تنجم عن هذه الائتلافات الانتخابية.
والتشجيع يكون من خلال منح ميزات لهذه الائتلافات، مثل حجز مساحة معينة على وسائل الإعلام العامة، وأمور أخرى. وهذا موضوع نقاش الآن في اللجنة القانونية، يجب أن يحظى بالدعم والتأييد من الفعاليات السياسية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني.