الأردن الأزمة تولد أزمة ؟
هوا الأردن - عبدالهادي الراجح
من لا يعترف أن وطننا العزيز في أزمة مستمرة لا تصلح معها كثرة المهدئات فهو في الحقيقية يخدع نفسه أو يحاول أن يخدع غيره ، والمأساة تكمن في الصنف الثاني كون هذه الفئة أو الطبقة من مجتمعنا تحاول أن تخدع غيرها باسم الأمن والأمان ، والشعارات الطبشورية الجاهزة المعلبة لديهم كلما حاورتهم .
انظروا ماذا يحدث في دول الجوار وهم يعلموا وبعضهم خاصة من كبار كبار المسئولين مشارك فيما يحدث في دول الجوار سواء بدعم الإرهاب والإجرام باسم الثورة المزعومة ، كما يحدث في سوريا أو بالتنظير والتخويف بما يحدث بدول الجوار وجعله صوتا لضرب كل حراك وطني حر .
هذه الطبقة الانتهازية في وطننا تعلم أن الوطن أصبح على الحافة بفسادهم وسرقاتهم وهم باختصار لا ينظروا للوطن إلا وكأنه مزرعة خاصة لهم ولأبنائهم وأحفادهم ، لذلك رأينا 95% من المسئولين في وطننا جاءوا للحكم بالوراثة ، فهل يوجد بلد في الدنيا كلها تنتقل رئاسة الحكومة من الجد للابن وصولا للحفيد الذي بدوره يجهز بابنه لأجل وراثة الدوار الرابع وحتى المجلس التشريعي أي مجلس النواب رأينا الكثير منه بالوراثة أو رأس المال الذي شكل بتحالفه مع السلطة ما نرى من أزمات سياسية بالدرجة الأولى تؤشر على الإفلاس الكامل واقتصادية أيضا ومجتمعية ، ومن لا يرى حالة الاصطفاف في وطننا فهو بحاجة لطبيب نفسي ، فنحن مختلفون في كل شيء يخص قضايا الأمة والقاسم المشترك الذي كان يجمع لم يعد كما كان سابقا ومن أكبر دواعي الفشل الإصلاحي في وطننا أن البعض بحسن أو سوء نية أراد إصلاح الحاضر من اجل المستقبل بأدوات الماضي البغيض وبالتالي منذ انتفاضة 17 نيسان المجيدة عام 1989م ، لشعبنا على حكومات الانقلاب التي أطاحت بحكومة الزعيم الوطني الناصري سليمان النابلسي رحمه الله ، حاول المستفيدون من المرحلة الماضية البغيضة الذين يروا في أي إصلاح تهديدا لمصالحهم وامتيازاتهم وما حصلوا عليه بغير حق وبدعم من الخارج وهم كثر في كل الأجهزة ، استطاع هؤلاء وبتخطيط محكم إفراغ انتفاضة 17 نيسان المجيدة من مضمونها الوطني وأصبح بموجب ذلك للأسف من قاد المرحلة العرفية البغيضة عليه أن يقود المرحلة الراهنة أي الإصلاح والتغير وبالتالي ليس هناك تغير يذكر إلا بالشكل والديكور .
وزاد الأمر سوءا بعد الأحداث الأخيرة ورغم المؤشرات القوية وأجراس الإنذار التي تحذرنا من الاستمرار في نفس الطريق إلا أن الدولة العميقة لا زالت مصممة على قيادة الوطن أحادية الجانب نحو المجهول .
ما نقوله ليس تشاؤما أو إحباطا ولكنه واقع وحقائق تتحدث عن نفسها ومن يحاول من التقليل من الخطر هم المستفيدين من آفة الفساد والإفساد وهؤلاء أرصدتهم في الخارج وأغلبهم لديه أكثر من جنسية خاصة الأجنبية وهذا ما استغربه وهنا السؤال يطرح نفسه لمن ولاء هؤلاء ؟؟؟!.
وبصراحة في العقدين الآخرين زاد الوضع سوءا وهذه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تشكك في استمرار الأردن بهذا الشكل ناهيك عن الكثير من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين في العالم .
وسؤالي إلى متى تبقى الحكومات الواجهة وحكومة الظل خلفها وهي من وراء الكواليس تراهن على الدور الوظيفي للأردن في عالم يتغير بسرعة وتاريخ لا تعرف عقارب ساعته العودة للوراء ، وما هو مطلوب تكاثف وطني يجعل التركيز على القضية الوطنية بالدرجة الأولى ولا يعني ذلك دعوة إقليمية ولكن لأجل الانطلاق نحو الأشمل من موقع القدرة والعمل لا من موقع التنظير وتسجيل المواقف .
وما نقوله لدعاة وكتبة التدخل السريع وأذناب الأذناب وبعضهم أصبحوا حراكيين أو متحركين لا علم لنا من نصبهم متحدثين باسم الشعب غير الدولة العميقة إياها ؟؟.
إن وطننا لا يتحمل بوضعه وتكوينه أي هزات ستحدث إذا استمر الوضع هكذا فليتق الله الجميع فان الوطن بات بين قوسي الإصلاح وتغير النهج كاملا وقد أثبت فساده وعدم صلاحيته أو الفوضى الخلاقة التي لا يخفى على أحد بوادرها بين الحين والآخر .
حمى الله وطننا العزيز الأردن أرضا وشعبنا ، ولا عزاء للصامتين .