وزراؤونا ووزراؤهم
إن المناصب حينما وجدت ليست لترف ورفاهية ووجاهة وقضاء مصالح وعقد صفقات ونهب وسلب وتطاول على العباد وإهدار قيمة القانون وعدم التقيد بالضوابط ، لحصانة المنصب سيما إذا كان وزيرا أو غيره من المناصب العلياء في الدولة.
في دول العالم الراقي والمتقدم الحريص على أموال الدولة يكون صاحب المنصب كفرد عادي في المجتمع لا تغيره قيمة ما وجد فيه لمصالحه الشخصية وقضاء متطلبات من لا يستحق بل يقوم بواجبه من منطلق أنه مسؤول وعليه التحلي بصفة المسؤولية في جميع جوانب الحياة.
ولو عقدنا مقارنة بين وزراء من العالم المتقدم الراقي وبين وزراءنا الأكارم لخرجنا بهذه المقارنة:
في عام 2012 استقال وزير الطاقة والمناخ البريطاني بسبب «تحايله على النظام» بتسجيله غرامة تجاوزه السرعة على رخصة القيادة الخاصة بزوجته.
لو كانت هذه المخالفة حصلت في بلادنا لما أعير لها بال ، وكانوا فعلوا الأحايل لسحب المخالفة وعدم ظهور الوزير وزوجته بمظهر غير لأئق !!! أمام الشعب!!
في عام 2011 استقال وزير الاقتصاد الياباني بعد وصفه المناطق المهجورة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية المنكوبة بأنها تشبه (مدينة الموت)، حيث «آذى» هذا الوصف مشاعر السكان!
لله درك أيها الوزير الياباني لقد أذيت مشاعر الساكنين بالقرب من هذه المحطة!! فتعال وأسمع عندنا بل شاهد ما نحن فيه من بلأء وابتلاء المسؤول بالقول والفعل.
في عام 2011 استقال وزير الداخلية البريطاني بعد العثور على رسالة بريد إلكتروني أثبتت أن طلبه استقدام مربية قد لقي «عناية خاصة»!
أما أنت أيها الوزير البريطاني يا من أنتم مثال في النظام والتقيد به مجرد رسالة في بريدك الألكتروني وفيها شوية ديرة بال عليك جعلتك تستقيل فلتأتي وتشاهد ما يفعله مسؤول بسيط وليس وزيرا من افاعيل ليبقى في منصبه، أما سمعت عن الحاويات الملئ بالمتفجرت وهو ممنوع أستيرادها أصلا والتي ذهب بها ثلة من الأبرياء؟ أما شاهدت الأنفجار الهائل الذي دمروأحرق وخرب ، فماذا كنت صانع لو كان هذا الأمر حدث عندكم وفي زمن توليك المنصب؟
في عام 2008 قدم وزير الزراعة الياباني استقالته بسبب سماح وزارته باستيراد أرز ملوث !.
أما انت ايها الوزير الياباني الذي أبيت على نفسك ان ترضى لنفسك البقاء بعد الأرز الملوث الذي تم إستيراده وقد لأ يكون لك به علم ، فلتأتي عندنا هنيهنة وتسمع عن القمح الفاسد وعن اللحم الملوث وغير الصالح لللآستهلاك البشري، ولترى اأسطوانات الغاز المضروبه التي ما زالت ترواح مكانها والكثير الكثير من طعامنا الذي تلفظه دول ويكون مستقرا في بطون شعبي القابض على الجمر. فقلي بالله ماذا كنت ستفعل؟؟
في عام 2006 استقال وزير التعليم الكوري الجنوبي بسبب حالات تسمم طلاب، تناولوا وجبات إفطار لم تكن صحية «بقدرٍ كافٍ»!
أما أنت ايها الكوري الذي أبت نفسك البقاء بعد تسمم الأطفال لتناولهم الطعام غير المفيد فلو جئت وشاهدت مقاصف مدارسنا ماذا تقدم لطلبتها!! فما أنت صانع ؟؟
ولوزير التعليم السويدي الذي قدم إستقالته بسبب قطف طفل لزهرة من حديقة عامة لأن التعليم لم يؤثر في سلوك الطفل ليمنعه من المحافظة على الأملاك العامة ، فلو جئت عندنا وشاهدت ما يفعله طلابنا الأشاوس فماذا ستفعل؟؟
وفي وقتنا الحالي لم أجد واحدا منهم قال أنا لا أستحق المنصب لإنني لست كفؤا له!!!؟؟
ولكن قبل هذا وذاك ومنذ اربعة عشر قرنا من الزمن كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد سبقكم جميعا ، عندما كان إحساسه بالمسؤولية كبيرا وعظيما حين قال ((والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها، لم لم تمهد الطريق يا عمر!!))
لله درك يا خليفة رسول الله لقد كنت مرهف الإحساس حتى مع الحيوان فكيف كان إحساسك بالأنسان؟؟
فيا ليتك تأتي وتشاهد طرقتنا كيف أضحت ؟؟؟!!
فيا وزراءنا، عمر «المسؤول» سبقكم إلى التاريخ، ووزراء الغرب والشرق سبقوكم إلى المستقبل.
فلتسيروا على نهج عمرا وتقتفوا بأثره، أو تحاولوا اللحاق بزملأئكم وزراء الشرق والغرب الذين سبقوكم لأفاق المستقبل الرحب بحبهم وولائهم وإنتمائهم لإوطانهم؟!! اللهم إني قد بلغت