شهداء الوطن .. أبناء القلب والضمير
مع اول تباشير الفجر ومع هزيع الليل اﻻخير جاء الخبر... إذ كان لشهيدنا البطل الرائد راشد حسين الزيود موعد مع الشهادة والمجد والتاريخ؛ فهذا البلد منذ وجد؛ جيل يسلم الراية الى جيل... وما عقم ينجب الرجال اﻻفذاذ الذين يفدون بلادهم بالمهج واﻻرواح.
وما كان راشد اول القافلة ولن يكون اﻻخير ... فهو إبن الجيش العربي المصطفوي المنذور لوطنه وامته ... درع الوطن وسياجه المتين ، وحامي حماه والمدافع عن حياضه ... هذا الجيش الذي اسس على عقيدة الدفاع عن اﻻرض والعرض ، والذي حباه الله على الدوام بقيادة هاشمية فذة اعترف لها العدو قبل الصديق بالحكمة والشجاعة والنبل ، وحسبنا انهم عترة الرسول اﻻعظم ،وحملة رسالة الحق والضمير.
قضى راشد وهو قابض على جمر وطنيته وانتمائه ؛ متقدماً الصفوف في عملية يعلم القاصي والداني انها من اصعب العمليات القتالية حين يكون اﻻشتباك في المناطق المبنية ، وقد تمترس الخصم خلف الجدران للاحتماء بها ، وأنى له من حام وقد انبرت له اﻷسود بحرفية وإيمان بأن اﻷوطان ﻻ يحميها إﻻ الرجال الذين شهدت الميادين صوﻻتهم وجوﻻتهم ... رجال جيشنا العربي البواسل ؛ عدة اﻷمة ومحل فخرها واعتزازها ؛ معززين باﻻجهزة اﻷمنية العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن كل في مجال إختصاصه ؛ ليثبتوا للعالم أجمع أن هذا الحمى عصي على كل محاولات النيل من أمنه وإستقراره ، وأن اللحمة الوطنية اقوى من أن يمزق رباطها المتين مارق او حاقد موتور او متآمر.
وما وقفة الشعب مع جيشه وأجهزته اﻷمنية إﻻ خير دليل على ان الجميع جيش لهذا الوطن حيثما إقتضت الضرورة ودعا الداعي .
لقد أثبتت العملية أن هذا الحمى وجد ليعيش تحرسه الجنود والزنود من أبناء جيشه وأجهزته اﻷمنية الرجال الرجال ؛ الذين ما تخاذلوا يوماً ، وﻻ تسرب الى قلوبهم الخوف والجزع.
سلام على روح الشهيد ... وتحية ملؤها اﻻكبار واﻹعتزاز بمنتسبي جيشنا واجهزتنا اﻷمنية ... ليظل هذا الحمى هاشمي المدى ... عروبي التوجه والعزيمة ... سلام على كل اﻷبطال الذين افتدوه على الدوام بأعز ما يملك اﻹنسان ؛ روحه وسلامته ...
سلام على كل اﻷردنيين اﻷحرار الشرفاء.