آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

انتبه هناك اطفال ذوي احتياجات خاصة

{title}
هوا الأردن - د. عمر أحمد وحشه

انتبه ..... ربما كنت ممن يمتلك بين أفراد عائلته طفلًا ذا احتياجات خاصة، وربما يتواجد في محيطك وبين أصدقائك من يمتلك طفلًا بهذه المواصفات، كيف يمكنك التعامل معه؟ بالطبع هذا هو السؤال الأهمّ في تلك الحالة.


ما الذي يجعل الطفل في حاجة إلى رعاية خاصة؟ وما هي الاحتياجات الخاصة؟


يطلق على الطفل أنه ذو احتياجات خاصة، عندما يختلف عن الطفل الطبيعي من حيث القدرات العقلية، أو الجسدية، أو اللغوية، أو التعليمية اختلافًا يستدعي ضرورة تقديم خدمات خاصة له سواء في التربية السلوكية، أو التعليم، أو الخدمات العامة. ولا تمثل تلك الاحتياجات الخاصة مرضًا، بالمعنى المعروف للمرض، إنما هي حالة انحراف، أو تأخر في النمو، أدت إلى صعوبات، وحالات ضعف، أُصيب بها الطفل، مما يزيد من مستوى الاعتمادية لديه.


لا يمكننا أن نصنف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كحالة واحدة، ولا أن نحدد لهم جميعهم أسلوبًا واحدًا في التعامل، أو الرعاية. فهناك أنواع مختلفة من الحالات الخاصة، تختلف فيما بينها اختلافًا كبيرًا، ما بين الاعتدال والشدة. كما أن الحالة الخاصة الواحدة، تختلف اختلافًا بيّنًا من طفل لآخر، من حيث تأثيرها عليه، وتعامله معها، واستجابته للرعاية.


تعريف المصطلح الاطفال ذوي "الاحتياجات الخاصة"


تعريف المصطلح "احتياجات خاصة" يختلف من دولة إلى أخرى، وبالتالي تختلف الطرق التي يتمّ من خلالها عرض المعطيات في هذا الشأن. تقترح منظّمة الصحة العالمية 3 تصنيفات لتمييز الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة:


1.العجز (Impairment): كلّ ضرر تكوينيّ أو وظائفيّ في المجال الفيزيولوجي، النفسي أو الأناتوميّ.


2.المحدودية (Disability): كلّ محدودية أو عدم قدرة على العمل في مجال النشاط الإنساني المعرّف كطبيعيّ، فسيولوجيّ أو نفسيّ اجتماعيّ.


3.الإعاقة (Handicap): نقص قدرة الفرد الذي يمنع منه أو يحدّ من نشاطه حسب اعتبارات السنّ، الجنس، المجتمع والثقافة. من الممكن أن يكون هناك تماس بين التصنيفات الثلاثة، أي يمكن أن يكون هناك وضع يُعرّف فيه الفرد بأنه صاحب احتياجات خاصة وفق أكثر من تصنيف واحد.


أضافت منظّمة الضمان الاجتماعي الأمريكية، منذ عام 1990 حتى الآن، قائمة شروط إلزاميّة لتعريف الطفل كمحدود. وما أضافته يتعلّق بنشاط الاطفال وقدراتهم في المجال الإدراكي، الاتصال، الحركي، الاجتماعي، وأنماط التفاعل لديه.
ومن ضمن ما أضافته هو المدّة الزمنيّة لكون الطفل محدود القدرات، حيث يجب أن تكون أكثر من ثلاثة أشهر (في إسرائيل – أكثر من سنة). بالإضافة إلى هؤلاء الأطفال ذوي الإعاقات أو المحدوديات أو النقص، هناك مجموعة كبيرة من الأطفال المشخّصين بكونهم من ذوي العسر التعلّمي.


بعض العوامل المرتبطة بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة


تبلغ نسبة الأطفال العرب البدو في البلاد من ذوي الاحتياجات الخاصة 10%, وتبلغ نسبة الأطفال العرب من غير البدو 8%، ولدى اليهود تبلغ النسبة 8%، أيضًا. المعدّل في البلاد هو 7.7% من الأطفال لسنة 2004، أي ما يعادل نحو 180,000 طفل.
الإعاقة في التطوّر هي قصور في تطوّر نمط السلوك، وهي ناتجة عن خلل دماغيّ، وهي تظهر في مرحلة التطوّر وتؤدّي إلى إعاقة مزمنة مدى الحياة على أحد المستويات التالية: الجسمانيّ، الذهنيّ الإدراكيّ، الحسّي، العصبيّ، النفسانيّ، النطق واللغة.
كيف تتطور الاعاقة ؟


تبدأ الإعاقة مع تطوّر غشاء النويرواكتوديرم (Neuroectoderm)، حيث لا تكتمل فترة التطور حتى نهاية عملية بناء الميالين (Myelinazation) في العشر الثاني من الحياة.


عمليًّا، يعكس التصنيف العامّ لإشكاليّات التطوّر تغيّرات في النضوج العصبيّ تُشاهد ظواهرها في سنوات ما قبل المدرسة والصفوف المدرسيّة الأولى.


النضوج الدماغيّ بعد الولادة يُملي الاكتساب التدريجيّ لعرض ممتدّ من القدرات الإدراكيّة.


المولود الجديد يكون خاليًا من أنماط السلوك المسيطر عليها من القشرة الدماغيّة، لهذا يكون من الصعب، خلال الأسابيع الستّة الأولى، التفريق بين تصرّفات المولود الطبيعيّ وبين المولود من دون القشرة الدماغيّة. وتبدأ مراكز دماغيّة مختلفة، بشكل متتابع، بالسيطرة على وظائف معيّنة، حسب تتابع وتوقيت محدّدين، حيث يكون جذع الدماغ قبل القشرة الدماغيّة، ويكون الجانب الحسّيّ الحركيّ قبل مراكز الدماغ التكاملية أو المسؤولة عن الكينونة. القدرات الأكثر تعقيدًا تتركّز في القشرة الأمامية أو قبل الأمامية (Pre-Frontal Cortex) وتنضج حتى مرحلة البلوغ. يبرز، عادةً، خلل في التطوّر عندما تظهر قدرة مكتسبة معيّنة بشكل أقلّ من الطبيعي المتوقّع حسب السنّ. وهذا يؤدّي إلى نقاط سلبية في التدريج الذهنيّ للطفل، ويتسبّب في نقص جزئيّ انتقائيّ.
عند الأطفال، بشكل عام، هناك تطابق بين الأداء الفرديّ وبين قائمة طويلة من أدوات التقييم الذهنيّ، وهي ظاهرة أدّت إلى استنباط مصطلح الـ"G(General Intelligence). إن أسباب ثلثي التباين بين الأفراد في نسبة الذكاء أو الأدراك (IQ) تعود إلى فروق وراثية. بينما المؤثّرات البيئيّة في فترة الحمل وما بعد الولادة تسبّب الثلث الآخر. حتى في المجموعات البشرية العامة، إنّ مبنى الدماغ وحجمه، وحجم المادة الرمادية (Gray Matter) يشكّل 12-31% من الفروق في الـIQ .


على أيّ حال، هناك سلبيات بيولوجية، وراثية أو بيئية من الممكن أن تؤدي إلى انخفاض وتيرة التطوّر الذهنيّ، إما بشكل إجمالي كليّ وهو ما يعني التخلّف العقليّ، وإمّا بشكل جزئيّ انتقائيّ، وهو يؤثّر على مركب واحد من مركّبات الإدراك.


مؤثرات على الاعاقة في التطور


الـ IQ يكون أعلى لدى مَن من يولد بوزن أثقل، أو لدى مَن يكون نموّهم الطوليّ أكبر كأطفال أو كمراهقين. أظهرت دراسة عن أطفال عاديين في سنّ 9 سنوات أن هناك زيادة بنقطتين في الـIQ فوق المعدّل في الرأس في سنّ 9 أشهر، وزيادة بـ3 نقاط لدى مَن كانت لديهم زيادة فوق المعدّل في محيط الرأس في سنّ 9 سنوات. وهذا يظهر أنّ محيط الرأس الذي يصل إلى المرحلة القصوى في جيل 14-16 سنة هو أكثر أهمية من نموّ محيط الرأس داخل الرحم  في تحديد الوظائف الذهنيّة. هناك علاقة طردية إيجابيّة بين محيط رأس الطفل وطول الأمّ ووزنها، وضعها الاقتصادي - الاجتماعي والأكاديميّ.


الخلل الذهني الجزئيّ والانتقائيّ يؤدّي إلى تبعثر الاهتمام، بحيث يكون تحصيل الطفل في حجم طبيعيّ في جزء من التقييم، لكن يكون تحصيله أضعف في عمليّات ذهنية أخرى. هذا التبعثر بين الطبيعيّ والتطوّر البطيء للقدرات يدلّ على العسر التعلّميّ!
كل قدرة ذهنية يمكن أن تختلّ جزئيًّا، لكنّ الخلل في التطوّر مع الإسقاطات الاجتماعية هو الذي يبرز للعيان . إن الخلل الذي يؤدّي إلى تأخّر في اللغة، اللعب غير الطبيعي والقدرات الاجتماعية-السلوكية غير الطبيعية، يظهر عادةً في السنة الثانية أو الثالثة من الحياة، لكنّ الخلل يمسّ التركيز والانتباه والتعلّم، ما يجعل الطفل غير مؤهّل لاكتساب القدرة الأكاديميّة، وهذا يُشخّص في سنوات الصفوف المدرسية الأولى. ويتمّ تشخيص هذه القصورات حسب معطيات وظيفية أو سلوكيات، بغضّ النظر عن وجود قاعدة بيولوجية محضة يستند إليها التشخيص.


في بعض أوجه الإدراك (Cognition)، يستمرّ التطوّر الطبيعيّ حتى أواخر سنّ البلوغ، وكمثال على ذلك: الوظائف التنفيذية، حجم ذاكرة العمل والليونة الذهنية. أظهر بعض الصور أن تفعيل جزء من الدماغ يستمرّ في التطوّر حتى لدى الإنسان البالغ، وهذا يدلّ على أنّ الشخص البالغ يقلّل من تفعيل هذا الجزء من القشرة الدماغية، وليس أنه لا يستطيع استعماله.


يبلغ التأخّر في التطوّر نقطة ثابتة من العجز الذهنيّ عند البلوغ. بشكل عام , نلمس تحسّنً تدريجيًّا يمكن أن يكون عبارة عن مسألة إحصائية، لكن بعض التحسّن يعكس التقدّم البالغ، حيث يقوم الطفل بتصفية مؤثرات الحياة، المدرسة والعمل وبالتحكم بها. وهكذا، يدخر الجهد الأكبر لتحسين جهات واعدة بزيادة القدرات. دماغ الطفل يوازن، يعيد الترتيب، وينضج. والتعليم الخاصّ يوفر تمرين بناء للقدرات المتخلّفة، إلى جانب تدريب بديل ليتخطّى المحدودية الذهنية. في حالات أخرى، تتراجع القدرة الذهنية، تدريجيًّا، مثل حالات الصرع غير المنقطع أو القابل للسيطرة، والاضطرابات السلوكيّة الثانوية. كما من الممكن أن يكون التطوّر مرشّحًا، بشكل وراثيّ، للتقهقر تدريجيًّا، مثل حالات متلازمة داون.


مع هذا، إنّ الفوارق لدى البالغين تكون أكثر وضوحًا ممّا كانت عليه عند دخول المدرسة، حيث تكون المرتبة الوظائفيّة كمّيًّا غير كافية للجيل الزمنيّ وملائمة أكثر لطفل في عمر أقلّ.

تابعوا هوا الأردن على