كثافة الاستيطان تسابق الزمن
لم تعد القضية المركزية الأولى قضية فلسطين والمقدسات الإسلامية في سلّم أولويات المجتمع الدولي، رغم التحذيرات والتأكيدات الصادرة من لدن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في جميع المحافل الدولية بمركزية القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية ، وما ينتج عنها من إحباطات في الإقليم. إلّا أن الأحداث الجارية في العالم العربي والإسلامي منذ خمسة سنوات جعلت الرأي العام العالمي يتجه نحو المنتجات الجديدة التي توالدت، وتوالت تباعًا في مناطق شتى من العالم والعربي الإسلامي والدولي، إذ جعلت وسائل الإعلام الدولي والعربي مزدحمةً بمضامين الويلات والمصائب العربية والإسلامية والدولية.
كما انشغلتْ أيضًا بالقمم واللقاءات الدولية، والمناورات والمشاورات والمهاتفات والمقترحات، التي تنتهي بطي سنواتٍ مُسْتهلكَة لصالح الكيان المحتل، مما أدى إلى تسريع وتيرة الاستيطان وكثافته في زمن قياسي .إذ ينتهج الكيان المحتل المنهج التدميري للبشر والحجر والشجر، وكل ما هو قائم ، وهو ما يفتأ منشغلًا بتغيير الديموغرافيا على الأرض من أجل إفشال الدولة الفلسطينية المنشودة، وهذا هدفه الأساس بالدرجة الأولى، وليس من مصلحة الكيان المحتل إقام دولة فلسطينية تجاوره ذات سيادة . والزمن القادم يثبت نوايا الكيان المحتل !
إن مصير فلسطين والمقدسات الإسلامية في خطرٍ وشيك والأدلة والمؤشرات على الأرض واضحة للعيان، لا تحتاج إلى تأويل، أو تسويف، أو شجب، أو إدانة. وما يصدر عن الكيان المحتل لا يحتاج إلى تفسير بل الأمر أعظم، وتاريخ الكيان المحتل منذ نكبة فلسطين دليل دامغ على ما ارتكبه هذا الكيان من مجازر إبادة سجلها التاريخ لشعب أعزل من السلاح .
إنّ التحرك العربي والإسلامي ليس بمستوى القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، فيجب رفع الصوت العربي والإسلامي كي يحاكي جسامة الوضع الراهن في فلسطين، وأنْ لا يترك صوت الأردن وحيدًا دون دعم حقيقي ومؤازرة موحدة الجهود من جميع الدول العربية والإسلامية؛ للوقوف أمام زحف الكيان المحتل المستمر الذي يبتلع الأرض يومًا بعد يوم، وبتر نواياه، ولجم أهدافه، وكشف مخططاته، ودحر أطماعه.
الشعب الفلسطيني شعب صابر مرابط مكافح، صاحب عزيمة قوية ،لا تلين له قناة، ولن يتخلى عن قضيته، وسينتصر بعون الله .والرجاء والأمل بالقيادات الفلسطينية أن تلتقي وتبدأ بصفحة جديدة من أجل الشعب الفلسطيني المناضل البطل، ومن أجل شهداء فلسطين، ومن أجل دموع الأمهات، ومن أجل فلسطين !
الدكتور سماره سعود العظامات