حادثة بروكسل .. والإرهاب المتجدد
ان عاصفة الإرهاب ما زالت تتحرك بين فترة وأخرى معلنة عن ضحايا لأبرياء ليس لهم أي ذنب إلا أن مخططي ومنفذي هذه الجرائم مستمرين بإحداث العنف والعبث بأرجاء المعمورة ، من خلال مسلسل ودوامة الإرهاب التي ما زالت تلقي بظلالها القاتم والأسود في أجزاء متعددة من أنحاء العالم مستمرة بغموضها وعنفها وطريقة تنفيذها ،حتى رأينا بروكسل وهي تعيش أيام صعبة وسوداء ما بين رائحة دماء من يتواجد على أرضها من قتلى وجرحي ليوم دومي يذكرنا بأحداث سبتمبر .
والغريب في حادثة بروكسل هذا التخطيط والتنظيم من حيث مكان التنفيذ والوقت والية التنفيذ وعدد الضحايا ، وقال محافظ بروكسل أن عدد العمليات الهجومية في هذه الليلة كانت متنوعة وفي وقت متزامن، وأسفرت الحوادث عن مقتل 39 شخصاً وإصابة 141آخرين إلى حد الآن ، مما يدل على مدى خطورة مثل هذه الهجمات ، والوقت التي احتاجته من اجل تنفيذها .
إن طبيعة هذه الحادثة التي وقعت في بلجيكا يدل على أن الإرهاب الأسود ليس موجودا في سوريا والعراق وليبيا واليمن فقط ، وإنما أصبح يهدد دول أوروبا أيضا،وبالتالي أن تنظيم داعش أصبح خطره يهدد العالم كله ، اذا كان من نفذ هذه العمليات وغيرها تنظيم داعش أو الأيدي الخفية التي تقف من خلفه ، وهل يعقل ان يكون هذا التنظيم بهذه القوة وبالإمكانات ليتحرك ببروكسل وكانها قرية من قرى صحراء الشام التي يحتلها حالياً .
إن السلوك والأفعال والممارسات هذه الجماعات التي تستهدف القيام باعمال عصابات وليس لها أى صلة بالدين الإسلامى الذى لم يحث على قتال أبناء دينه وأبناء وطنه، وليس هناك جيش ينفر من الدين الإسلامى ويقاتل أهل دينه بل من المعروف أن أى جيش خرج للجهاد لأجل الدفاع عن النفس أو حفظ حقوق الناس لممارسة شعائر دينهم ومعتقداتهم فكل ما تقوم به هذه العصابة من أعمال عدوانية هو موجه فى الأساس إلى كل أبناء الدين الإسلامى وأبناء الوطن من غير المسلمين.
إن ما يقوم به داعش من أعمال على أرض الواقع بربرية ووحشية فضلا عن قيامه بتخريب وتمزيق الأوطان وسبي النساء، ومن المعروف أن تلك الأعمال تتنافى مع ما جاء به الدين الإسلامى وأبان عنه فى قوله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وقوله تعالى «كتب ربكم على نفسه الرحمة» صدق الله العظيم، فهل رحمة هذه الجماعات التكفيرية المتوحشة التى تدعى أنها جيش المهدى المنتظر تكون بقتل الابرياء والتمثيل بهم أو حرقهم .
والسؤال الذي يطرح بهذه المناسبة من هو المستفيد من حادثة بروكسل ، وهل سيساهم في شن هجمات جديدة على تنظيم داعش من اجل تقسيم سوريا وغيرها من الدول العربية كردة فعل لما حصل في بلجيكا، وما هو ذنب العائلات الاسلامية والعربية الموجودة في اوروبا ليتم تضييق الخناق عليها ومحاربتها بالداخل ، ولا نعلم من سيكون الضحية القادمة لهذا التنظيم .