آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

ماراثون الحياة

{title}
هوا الأردن - أيمن الشبول
خلال تجوالي ليلا” في الشارع الرئيسي لأسواق بلدتي الصغيرة ، عادت بي الذاكرة لثلاث عقود خلت ؛ وتخيلت الذي كان  وما هو كائن في هذه الأيام ؛ فكانت الفروقات واسعة” وكبيرة” ....
 
فقبل ثلاثة عقود ؛ كانت الصورة العامة والبادية في وسط البلدة بسكل خاص ؛ تتمثل في وجود بعض الدكانين المتباعدة والصغيرة والمعدودة على أصابع اليد الواحدة  ، وكانت محاطة ببعض البيوت الطينية المتجاورة أو المتلاصقة ، وحول تلك البيوت الطينينة انتشرت الحواكير الصغيرة والبيادر الواسعة  ؛ وأحاطت أغلب تلك البيوت صير الأغنام وخانات الدواب ' وانتشرت في ساحاتها الصغيرة الأفران الطينية أو الفرنيات الصغيرة  ...  أما ليل البلدة فهو شديد الظلمة والسواد ، وتكاد  تنعدم فيها الحركة وتخلو منه الحياة  ...
 
ولكن الحال تبدل كثيرا” في أيامنا ؛ فكل شوارع البلدة أصبحت محاطة بالبيوت المزينة وبالعمارات الجميلة ، وهذه الشوارع مشمولة بالإضاءآت القوية وبالإنارة الملونة ...
 
في الشارع الرئيسي الذي يشق وسط البلدة ؛ انتشرت كثير من المحلات والتي تبيع السلع المختلفة والتموعة ؛ ناهيك عن انتشار المكتبات ومحلات الموبايلات والمطاعم ومحلات بيع الحلوى ...
 
أما حركة السيارات فهي كثيفة ولا تكاد تهدأ  ... صخب وإزدحامات مرورية وحركة كثيفة للسيارات وللمشاة وللمارة ، وحركة مستمرة للبيع وللشراء  ... هذا هو الحال الذي ساد وسط بلدتي الصغيرة في هذه الأيام  ... !!!
 
وانني أطرح هنا هذا السؤال الإفتراض والجدلي ؛ فماذا لو كتب لأحد  الأموات الذين عاشوا ( قبل ثلاثة عقود )  وماتوا خلال تلك الفترة أن يعود ثانية للحياة في هذا البلدة  ؛ وشاهد كل هذا التبدل الحاصل في أحوال هذن البلدة وفي سلوكيات وحياة الناس ؛ فما هو شعوره با ترى ؟ وكيف ستكون ردود أفعاله   ... ؟
 
لا شك بأنه لن يصدق كثيرا مما يراه ومما يشاهده ؛ ولن يستوعب بسهولة كل هذه التحولات ، وكل التبدلات التي داهمت حياة الناس وفرضت ايقاعها الجمتسارع والغريب على أحوال هذه البلدة الصغيرة ؛ وسيتسائل هذا الإنسان بذهول وحيرة : هل هذه الأسواق التي أمامي  موجودة حقا” في بلدتي ؟ وهل هذه البيوت والعمارات والمحلات وهذه الإنارات  والإضاءآت الملونة كلها موجودة هنا وفؤ بلدتي ؟  ...  ؛ وسيبقى لساعات„ ولأيام„ طويلة وهو في دهشة وحيرة وهو يردد ويكرر  : متى ...  ؟ وكيف ...  ؟
 
وبعد معاشرته لأهل اليلدة سيلاحظ التغير الحاصل في طباعهم وخطابهم واهتمامهم وفي طريقة حياتهم ، ولن يستوعب بسهولة التبدل والتحول الواسع والكبير في سلوك وطباع الناس وفي كل شيء ...
 
ولو طبقنا هذا الإفتراض الجدلي على انسان عاش قبل ثلاث عقود ثم عاد ثاتية للحياة في مدينة كبيرة مثل مدينة : عمان أو  الرياض أو  دبي ...  فلا شك بإن التغيرات التي حدثت في مثل هذه المدن ستجعل ذلك الإنسان العائد : عاجزا  جدا” عن الاستيعاب وعن الفهم والتفكير ؛ ولن يستطيع هذا الإنسان التكيف  مع كل هذه التحولات والتغيرات والإنقلابات الحاصلة في أحوال وفي حياة وسلوكيات الناس وفي طريقة معيشتهم  ...
 
فخلال العقود الأخيرة حصل تطور مذهل في كل مناحي الحياة ؛ وكثرت الاختراعات الجديدة والمذهلة ؛ والتي داهمت الناس وفرضت نفسها على سلوكياتهم وعلى طريقة عيشهم ... وهذا الشيء أحدث تغيرات وتبدلات متسارعة في حياة وأحوال كل الناس ؛  ولن نبالغ إذا قلنا : بإن الإنقلاب والتبدل الحياتي والمعيشي الذي حصل خلال العقود الثلاثة الآخبرة فقط ، يفوق كل الانقلابات والتحولات الحياتية والتي حصلت خلال رقود أهل الكهف لأكثر من ثلاثمائة سنة    ...
 
ولا أرى تفسيرا” لهذه الانقلابات ولهذه التحولات الواسعة ، ولهذا التسارع المذهل الذي داهمنا وبدل أحوالنا وقلب كل شئون حياتتا وغير سلوكياتنا واسلوب معيشتنا ... إلا بأنها الخطوات التي تسبق بلوغ الإنسان لخط النهاية خلال هرولته في ماراثون هذه  الحياة   ... وكأن هذه التبدلات السريعة هي مؤشرات من الله تعالى على دنو يوم القيامة وقرب قيام الساعة  ... والله تعالى أعلم  .
تابعوا هوا الأردن على