آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

ماراثون الحياة

{title}
هوا الأردن - أيمن الشبول
خلال تجوالي ليلا” في الشارع الرئيسي لأسواق بلدتي الصغيرة ، عادت بي الذاكرة لثلاث عقود خلت ؛ وتخيلت الذي كان  وما هو كائن في هذه الأيام ؛ فكانت الفروقات واسعة” وكبيرة” ....
 
فقبل ثلاثة عقود ؛ كانت الصورة العامة والبادية في وسط البلدة بسكل خاص ؛ تتمثل في وجود بعض الدكانين المتباعدة والصغيرة والمعدودة على أصابع اليد الواحدة  ، وكانت محاطة ببعض البيوت الطينية المتجاورة أو المتلاصقة ، وحول تلك البيوت الطينينة انتشرت الحواكير الصغيرة والبيادر الواسعة  ؛ وأحاطت أغلب تلك البيوت صير الأغنام وخانات الدواب ' وانتشرت في ساحاتها الصغيرة الأفران الطينية أو الفرنيات الصغيرة  ...  أما ليل البلدة فهو شديد الظلمة والسواد ، وتكاد  تنعدم فيها الحركة وتخلو منه الحياة  ...
 
ولكن الحال تبدل كثيرا” في أيامنا ؛ فكل شوارع البلدة أصبحت محاطة بالبيوت المزينة وبالعمارات الجميلة ، وهذه الشوارع مشمولة بالإضاءآت القوية وبالإنارة الملونة ...
 
في الشارع الرئيسي الذي يشق وسط البلدة ؛ انتشرت كثير من المحلات والتي تبيع السلع المختلفة والتموعة ؛ ناهيك عن انتشار المكتبات ومحلات الموبايلات والمطاعم ومحلات بيع الحلوى ...
 
أما حركة السيارات فهي كثيفة ولا تكاد تهدأ  ... صخب وإزدحامات مرورية وحركة كثيفة للسيارات وللمشاة وللمارة ، وحركة مستمرة للبيع وللشراء  ... هذا هو الحال الذي ساد وسط بلدتي الصغيرة في هذه الأيام  ... !!!
 
وانني أطرح هنا هذا السؤال الإفتراض والجدلي ؛ فماذا لو كتب لأحد  الأموات الذين عاشوا ( قبل ثلاثة عقود )  وماتوا خلال تلك الفترة أن يعود ثانية للحياة في هذا البلدة  ؛ وشاهد كل هذا التبدل الحاصل في أحوال هذن البلدة وفي سلوكيات وحياة الناس ؛ فما هو شعوره با ترى ؟ وكيف ستكون ردود أفعاله   ... ؟
 
لا شك بأنه لن يصدق كثيرا مما يراه ومما يشاهده ؛ ولن يستوعب بسهولة كل هذه التحولات ، وكل التبدلات التي داهمت حياة الناس وفرضت ايقاعها الجمتسارع والغريب على أحوال هذه البلدة الصغيرة ؛ وسيتسائل هذا الإنسان بذهول وحيرة : هل هذه الأسواق التي أمامي  موجودة حقا” في بلدتي ؟ وهل هذه البيوت والعمارات والمحلات وهذه الإنارات  والإضاءآت الملونة كلها موجودة هنا وفؤ بلدتي ؟  ...  ؛ وسيبقى لساعات„ ولأيام„ طويلة وهو في دهشة وحيرة وهو يردد ويكرر  : متى ...  ؟ وكيف ...  ؟
 
وبعد معاشرته لأهل اليلدة سيلاحظ التغير الحاصل في طباعهم وخطابهم واهتمامهم وفي طريقة حياتهم ، ولن يستوعب بسهولة التبدل والتحول الواسع والكبير في سلوك وطباع الناس وفي كل شيء ...
 
ولو طبقنا هذا الإفتراض الجدلي على انسان عاش قبل ثلاث عقود ثم عاد ثاتية للحياة في مدينة كبيرة مثل مدينة : عمان أو  الرياض أو  دبي ...  فلا شك بإن التغيرات التي حدثت في مثل هذه المدن ستجعل ذلك الإنسان العائد : عاجزا  جدا” عن الاستيعاب وعن الفهم والتفكير ؛ ولن يستطيع هذا الإنسان التكيف  مع كل هذه التحولات والتغيرات والإنقلابات الحاصلة في أحوال وفي حياة وسلوكيات الناس وفي طريقة معيشتهم  ...
 
فخلال العقود الأخيرة حصل تطور مذهل في كل مناحي الحياة ؛ وكثرت الاختراعات الجديدة والمذهلة ؛ والتي داهمت الناس وفرضت نفسها على سلوكياتهم وعلى طريقة عيشهم ... وهذا الشيء أحدث تغيرات وتبدلات متسارعة في حياة وأحوال كل الناس ؛  ولن نبالغ إذا قلنا : بإن الإنقلاب والتبدل الحياتي والمعيشي الذي حصل خلال العقود الثلاثة الآخبرة فقط ، يفوق كل الانقلابات والتحولات الحياتية والتي حصلت خلال رقود أهل الكهف لأكثر من ثلاثمائة سنة    ...
 
ولا أرى تفسيرا” لهذه الانقلابات ولهذه التحولات الواسعة ، ولهذا التسارع المذهل الذي داهمنا وبدل أحوالنا وقلب كل شئون حياتتا وغير سلوكياتنا واسلوب معيشتنا ... إلا بأنها الخطوات التي تسبق بلوغ الإنسان لخط النهاية خلال هرولته في ماراثون هذه  الحياة   ... وكأن هذه التبدلات السريعة هي مؤشرات من الله تعالى على دنو يوم القيامة وقرب قيام الساعة  ... والله تعالى أعلم  .
تابعوا هوا الأردن على