آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

من معان الى غزّة

{title}
هوا الأردن - د . عودة ابو درويش

تهلل وجه الشيخ بالبشر والسعادة لأنّ الربيع حلّ مبكّرا في البادية الشرقيّة , وكثر في المراعي الشيح والقيصوم والحمض والعجرم والبعيثران , وكلّ الاعشاب التي تأكلها الماشية , التي ستخفف عليه عبء اطعام طرش الحلال الذي جلبه من نجد الى معان , و يحتاج الى كثير من الشعير والتبن , وعليه في الصباح الباكر أن يشدّ الرحال مع أبناءه الثلاثة والراعي غربا الى بئر السبع , فهناك ينتظره بيع الحلال , وايصال السلاح الى الثوّار , لأنّ ثورة القسّام قد قامت منذ زمن , واعتاد هو وغيره من ابناء معان ايصال السلاح الى الثوّار , مع ماشيتهم التي يذهبوا بها الى جنوب فلسطين , وفيها يمكنهم أن يبيعوا الماعز والضأن بأسعار جيدة , ثمّ يشتروا بضائع من غزّة هاشم , ليعودوا بها الى معان , فكلّ ابناء المدينة والبادية المحيطة بها , يفضّلون الاقمشة والاواني والتبغ والحلي , وغيرها من البضائع الكثيرة التي يجلبها التجّار من غزّة .
حمّل الابناء الثلاثة ما يحتاجونه من متاع لسفرهم الطويل على ظهور الجمال , ,وعلى ظهر جمل رحول حمّل سلاح من البنادق وعتادها مما طلبه الثوّار في المرّة السابقة منهم , ثمّ اطمأنوا على اسلحتهم الشخصيّة وتفقدّوها , ولم يسهروا تلك الليلة طويلا في المضافة , فبعد صلاة الفجر عليهم أن ينطلقوا الى الغرب , مع ابيهم والراعي المتمّرس .قضوا ليلتهم الاولى في الرشادية , وتزوّدوا بالماء من عين لحظة , ثمّ انحدرت بهم الطريق الى وادي عربة, وكان أكثر ما يخشوه , قطّاع الطريق والجنود الانجليز , فهم سيّان بعمل السوء . عند عبور الواد الضيّق الذي يوصلهم الى السهول الرمليّة , عاد اليهم الأبن الذي يكشف الطريق لهم ونبّههم الى أنّ الجنود الانجليز يقتربون منهم . تخلّف احد الابناء مع الجمل الذي كان يحمل الاسلحة لثوّار فلسطين , واختفى بعيدا , أمرهم الضابط والجنود ومعهم بعض الاعراب أن يتوّقفوا لتفتيش الأمتعة . حاول الشيخ أن يشرح لهم , أنّهم تجار اتوا لبيع الماشية في بئر السبع , وأن يمنعهم من أخذ ابنيه الى السجن , من غير فائدة , فهم كانوا يبحثون عن الاسلحة .
كانت الثورة الكبرى في كلّ فلسطين متقّدة , والثوّار بحاجة الى السلاح , وكان بعضه يأتيهم من البادية الجنوبية , وتحديدا من معان وجوارها , ينقله لهم متطوّعين من اهلها دون مقابل , لذلك أخذ الجنود الأبناء , وتركوا الشيخ والراعي مع الغنم . أخذ يتلوا آيات من القرآن , ويدعو الله أن يخفف على أبناءه , وما أن وصل الى بئر السبع حتّى أخبر من كان ينتظر السلاح بالأمر , وأنّه سيذهب الى الخليل من أجل أن يفرج عن أبناءه , واستأمن أصدقاءه من أهل البئر على حلاله . وفي الخليل وجد الضابط الانجليزي يقول له , مالكم ولأهل فلسطين , فأنتم من الشرق وتعيشون عيشة رغيدة , هم مخرّبون يهجمون على الجنود الذين يحمونهم , ويقتلون اليهود . أجابه الشيخ بعزّة العربي , انّ الدم واحد , ولا فرق بين شرقيّ الضفّة وغربها , فلم يكن هذا التقسيم موجودا الاّ لما تدّخلتم يا من تدّعون الحفاظ على أوطاننا , وانتم من اعطى اليهود وعدا بدولة في فلسطين , وحلف بالله لو أنّ كلّ ابناءه سجنوا ثمّ اعدموا في سبيل الله ومن أجل فلسطين فلا يبالي .

خرج الابناء من السجن , لأن العسكر الانجليز لم يجدوا الاسلحة التي يبحثون عنها , ولم يستطيعوا معرفة شيء عنها من الابناء , بينما كان الابن الثالث للشيخ قد اوصلها للثوّار , كي تكون بأيديهم للدفاع عن الارض العربية , فلسطين , وعاد الشيخ وابناءه الى معان , بعد أن استضافهم شيوخ جنوب فلسطين , سالكين الطريق نفسه , ولكن من دون خوف على بضاعتهم التي احضروها من غزّة , محمّلين بمحبة وشكر أهل فلسطين الى أهلهم في معان .

تابعوا هوا الأردن على