آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

من معان الى غزّة

{title}
هوا الأردن - د . عودة ابو درويش

تهلل وجه الشيخ بالبشر والسعادة لأنّ الربيع حلّ مبكّرا في البادية الشرقيّة , وكثر في المراعي الشيح والقيصوم والحمض والعجرم والبعيثران , وكلّ الاعشاب التي تأكلها الماشية , التي ستخفف عليه عبء اطعام طرش الحلال الذي جلبه من نجد الى معان , و يحتاج الى كثير من الشعير والتبن , وعليه في الصباح الباكر أن يشدّ الرحال مع أبناءه الثلاثة والراعي غربا الى بئر السبع , فهناك ينتظره بيع الحلال , وايصال السلاح الى الثوّار , لأنّ ثورة القسّام قد قامت منذ زمن , واعتاد هو وغيره من ابناء معان ايصال السلاح الى الثوّار , مع ماشيتهم التي يذهبوا بها الى جنوب فلسطين , وفيها يمكنهم أن يبيعوا الماعز والضأن بأسعار جيدة , ثمّ يشتروا بضائع من غزّة هاشم , ليعودوا بها الى معان , فكلّ ابناء المدينة والبادية المحيطة بها , يفضّلون الاقمشة والاواني والتبغ والحلي , وغيرها من البضائع الكثيرة التي يجلبها التجّار من غزّة .
حمّل الابناء الثلاثة ما يحتاجونه من متاع لسفرهم الطويل على ظهور الجمال , ,وعلى ظهر جمل رحول حمّل سلاح من البنادق وعتادها مما طلبه الثوّار في المرّة السابقة منهم , ثمّ اطمأنوا على اسلحتهم الشخصيّة وتفقدّوها , ولم يسهروا تلك الليلة طويلا في المضافة , فبعد صلاة الفجر عليهم أن ينطلقوا الى الغرب , مع ابيهم والراعي المتمّرس .قضوا ليلتهم الاولى في الرشادية , وتزوّدوا بالماء من عين لحظة , ثمّ انحدرت بهم الطريق الى وادي عربة, وكان أكثر ما يخشوه , قطّاع الطريق والجنود الانجليز , فهم سيّان بعمل السوء . عند عبور الواد الضيّق الذي يوصلهم الى السهول الرمليّة , عاد اليهم الأبن الذي يكشف الطريق لهم ونبّههم الى أنّ الجنود الانجليز يقتربون منهم . تخلّف احد الابناء مع الجمل الذي كان يحمل الاسلحة لثوّار فلسطين , واختفى بعيدا , أمرهم الضابط والجنود ومعهم بعض الاعراب أن يتوّقفوا لتفتيش الأمتعة . حاول الشيخ أن يشرح لهم , أنّهم تجار اتوا لبيع الماشية في بئر السبع , وأن يمنعهم من أخذ ابنيه الى السجن , من غير فائدة , فهم كانوا يبحثون عن الاسلحة .
كانت الثورة الكبرى في كلّ فلسطين متقّدة , والثوّار بحاجة الى السلاح , وكان بعضه يأتيهم من البادية الجنوبية , وتحديدا من معان وجوارها , ينقله لهم متطوّعين من اهلها دون مقابل , لذلك أخذ الجنود الأبناء , وتركوا الشيخ والراعي مع الغنم . أخذ يتلوا آيات من القرآن , ويدعو الله أن يخفف على أبناءه , وما أن وصل الى بئر السبع حتّى أخبر من كان ينتظر السلاح بالأمر , وأنّه سيذهب الى الخليل من أجل أن يفرج عن أبناءه , واستأمن أصدقاءه من أهل البئر على حلاله . وفي الخليل وجد الضابط الانجليزي يقول له , مالكم ولأهل فلسطين , فأنتم من الشرق وتعيشون عيشة رغيدة , هم مخرّبون يهجمون على الجنود الذين يحمونهم , ويقتلون اليهود . أجابه الشيخ بعزّة العربي , انّ الدم واحد , ولا فرق بين شرقيّ الضفّة وغربها , فلم يكن هذا التقسيم موجودا الاّ لما تدّخلتم يا من تدّعون الحفاظ على أوطاننا , وانتم من اعطى اليهود وعدا بدولة في فلسطين , وحلف بالله لو أنّ كلّ ابناءه سجنوا ثمّ اعدموا في سبيل الله ومن أجل فلسطين فلا يبالي .

خرج الابناء من السجن , لأن العسكر الانجليز لم يجدوا الاسلحة التي يبحثون عنها , ولم يستطيعوا معرفة شيء عنها من الابناء , بينما كان الابن الثالث للشيخ قد اوصلها للثوّار , كي تكون بأيديهم للدفاع عن الارض العربية , فلسطين , وعاد الشيخ وابناءه الى معان , بعد أن استضافهم شيوخ جنوب فلسطين , سالكين الطريق نفسه , ولكن من دون خوف على بضاعتهم التي احضروها من غزّة , محمّلين بمحبة وشكر أهل فلسطين الى أهلهم في معان .

تابعوا هوا الأردن على