سر السعادة في قاموس الايمان
السعادة سر الخالق في الإنسان وضع في قاموس الإيمان ،الذي يحيي الشعور عند الإنسان، لتربية النفس عليه وتحليها بزينة الهدى وهي الرحمة والحب والتواضع والتسامح وحسن الخلق والصبر والشكر ، لتسعد بزينتها وتسعد الآخرين ،التي يرق القلب ويشعر بحلاوة ذكرها ، وينبض بسعادة العمل بزينة الإيمان ، فسعادة الإنسان مستمدة من سعادة الآخرين، وهذه من سنن فضائل الإيمان على الإنسان في الدعاء وقضاء الحوائج فمن سعى بحاجة أخيه سعى الله تعالى بحاجته ، في حين أن المتعة لمن يظن أنها السعادة هي لمحاولة تحقيق رغبات وشهوات وترف النفس وإتباع هواها لزينة الدنيا ، كما هو الحال في زواج المتعة ،الذي يفتقر من الأسس التي يقوم عليها الزواج السعيد وهي الرحمة والمودة والسكينة والمسؤولية والأهداف ..........
الشعور بالإيمان يربي النفس البشرية ويحليها بزينة الرضى والاستسلام والتوكل وتفويض الأمر إلى الله تعالى ، ليسعد بالفرج من كل هم وكرب وينتصر الإنسان على ضعفه وعلى قلة حيلته في الدنيا وينال كنوز الآخرة..............
الشعور بالإيمان يحمي الإنسان من أسباب شقائه التي لا تكون إلا من هوى النفس نتيجة الجهل مما يجعله يسارع في محاسبتها
وتصحيح مسارها بالتوبة والاستغفار والدعاء وإلباسها حلي التقوى ليسعد بحسنات الدنيا من رزق وصحة وجاه قبول ومحبة ،فالسعادة تحقق الصحة والغنى والجاه ورفع الذكر ، والعكس غير صحيح يستدل على إثبات ذلك من واقع الحياة وقصص الخوف والحزن والخسران والشقاء في كل زمان ومكان مع من ملكوا الجاه والمال والصحة ..........
الشعور بالإيمان يمنع الإنسان من الغفلة عن حقيقة الحياة الدنيا وفنائها ليلبس ويتحلى بالصبر والعفة والكرم والتسامح ليسعد في الحياة الدنيا وبرزخها بسلامته من غرور الدنيا وزيتنها المادية لعدم توظيفها بالشعور الإيمانية ، التي تؤدي للظلم ، والغش ، والبخل، والأنانية ، والفتن والفواحش وقطع الأرحام ...........
إن الشعور بالسعادة لا يمكن إن يتحقق إلا بالإيمان والشعور به، لذلك تكون في الفقر والغنى في القوة والضعف في الصحة والمرض،وهذه من علامات الإيمان الصادق التي تمكن الإنسان من تجاوز فتن واختبار الخالق له ليصلوا إلى سر السعادة في حلاوة الصبر وحلاوة واجب وإحسان الشكر،ولذلك يداول الله تعالى الأيام بين الناس .........
إن كثير من الناس من رهنوا حياتهم بالجاه والمال لتحقيق السعادة ولم يحققوها بل ابتعدوا عنها ،نحو الخوف من المستقبل على الجاه والمال والصحة ، ولم ينالوا إلا الحزن على ما نتج عن المال والجاه من ظلم النفس والآخرين ، فالخوف والحزن يرافقهم وهم في بداية متعتهم وفرحتهم ، ليحرموا حتى من أدنى لحظات الشعور بالمتعة في حياتهم،ولعلهم يهتدون لحقيقة السعادة من شقاء الخوف والحزن وضلالهن...........
إن المؤمن يعيش جنة الدنيا بالسعادة، نتيجة ابتعاده عن الظلم بكل أشكاله ظلم النفس حتى في إسرافه في طعامه وما ينتجه من إضرار على الجسد ، وظلم الآخرين بمنافستهم على زينة الدنيا المادية والشرك بالله تعالى الذي يبعده عن هدى الإيمان ، ولخلو القلوب من الحقد والغل ، والاستسلام والرضي والتوكل والصبر والشكر ، لهذا فان سعادة الإنسان في جنة الآخرة لا تتحقق إلا بإزالة ما تحمله الصدور من غل وحقد الدنيا عند أبواب الجنة، وسعادته بالتسامح والرحمة التي تحلى بها الإنسان في الدنيا يهبها الله تعالى له في الآخرة فالله سبحانه وتعالى لا ينزع نعمته عن عبده الشكور..........
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الإحياء منهم والأموات إلى يوم الدين ،وهدينا للإيمان وعمر قلوبنا به ، والصلاة والسلام على نبي هدى الرحمة للبشرية إلى يوم الشرب من الكوثر أمين يا رب العالمين.
.