لا مكان للدخلاء .. على الإنتخابات
لأيام يفتح بعض المرشحين للإنتخابات النيابية أو البرلمانية أو أية انتخابات كانت - حتى لو كانت انتخابات لعرافة الصف الأول لابتدائي - جيوبهم وينفقون ببذخ حاتمي على الناس ، ليصبحون بين ليلة وضحاها ، من أصحاب الوجاهة والوقار ، وممن يحق لهم اتخاذ القرار !
** ولايام تمتد وتنكمش وتطول أو تقصر ، يمكن لثلة من الراغبين بخوض الإنتخابات أن يتخيلوا جمال الفتيات اللواتي وقعن في غرامهن من أول نظرة ، وربما تخيلوا ايضا كرم ووسامة وشجاعة من ضيع وقته ليعطيهم صوته ، وربما تحدث اشياء أكثر .
** قد يتخيلون وقع خطبهم ، وتأثير سحرهم على الجمهور الذي انتخبهم، وقد يحلمون أيضا بتقديم الشكر وربما زيارة من يتسنى لهم شكرهم على تقديم يد العون لهم على النجاح.
** ماذا سيفعل الفائزين بنسب 99% وأكثر لإرضاء المتيمين بهم وبانجازاتهم وما قدموه للبشرية والكون من فضائل وخدمات ، ايكتفون بكلمة شكرا !
**ماذا يقول الفائزين للمقهورين والمسحوقين الذين بالكاد وجدوا ما يحملهم ويوصلهم للوائر الإنتخابية ، اتكفيهم كلمة شكرا ، وحسب هكذا وحدها !
** طيب، ماذا سيقول فائز ما ، لكلب تقدم بطلب للترشيح ورشح ، أو لم يرشح ، هل سيذهب ويحضر عظمة كبيرة توازي حجم الإمتنان والشكر !
** أيمكن لصاحب الايادي البيضاء والقلب الرحيم الكبير أن يصطياد أو يشتري خروفا مثلا ويهبه للكلب الذي انتخبه ، ليظهر للكلب المحترم ان حجم الإمتنان و العرفان بالجميل ، يوازي حجم الخدمة المقدمة ؟.
** البريطانيين موصوفون بالصعوبة والنكد والغم والهم ، ولهذا وجدتهم يفتحون تحقيقا مع مالك كلب حصل على بطاقة انتخابية ، ياللفظاظة والجرم الذي لا يغتفر ، كما يقول الخبر الذي تاقلته وكالات الأنباء ومنه عرفنا أن الشرطة البريطانية قد فتحت تحقيقاً مع مالك كلب من فصيلة (روتوايلر) لحصول حيوانه على بطاقة انتخابية، بعد تلقيها شكوى من السلطات المحلية.
** صحيفة ديلي ميرور قالت إن، راسل هويل، مالك الكلب زُعم بأنه قدّم معلومات كاذبة إلى دائرة السجل الانتخابي في بلدة نورتون بمقاطعة تيسايد، أدت إلى قيامها بإصدار بطاقة انتخابية لكلبه الأليف المسمى (زيوس).وأضافت أن مجلس البلدة قدّم شكوى للشرطة وقامت على إثرها بفتح تحقيق مع مالك الكلب (زيوس) حول الحادث.
** ونسبت الصحيفة إلى هويل قوله إنه "لم يضع اسم كلبه في أي استمارة انتخابية، وأبلغ أحد المطوفين في بلدته التماساً للأصوات بأسماء المقيمين في منزله حين زاره". وأضاف مالك الكلب زيوس أنه أبلغ الموظف بأنه "يقيم مع زوجته وابنه الصغير الذي لا يسمح له عمره بالتصويت، إلى جانب زيوس، وصُعق لاحقاً حين استلم بطاقة الاقتراع باسم الكلب عبر البريد"
** أشارت الصحيفة إلى أن هويل تلقى رسالة من السلطات المحلية في بلدته تبلغه بأن الشرطة "تحقق في القضية في أعقاب نشر تقارير في وسائل الإعلام عن حصول الكلب على بطاقة انتخابية، وأنه قام شخصياً بإضافة تفاصيل الكلب في استمارة انتخابية، بعد أن قامت بمراجعة سجلات الناخبين". ونقلت عن الرسالة قولها "إن القانون يلزم كل أسرة بتقديم تفاصيل دقيقة في الاستمارات الانتخابية، ويعتبر تقديم معلومات كاذبة جريمة".
**وهكذا يتضح أن على الكلب أن يبقى هادئا وديعا ، يدافع عنا ويحمينا ويحرس بيوتنا ، ,ان يرفه عنا ويلاعبنا بذيله احيانا ، ويمشي بجانبنا كنوع من الرفاهية ومظاهر البورجوازية أن إصطحبناه للبحر ، وان بامكانه ايضا ان يقوم بمهام أخرى من طراز ملاحقة اللصوص وتجار المخدرات والمجرمين ، أما أن يتطاول عيلنا بحجة انه يريد ان ينتخبنا ، فلا وألف لا يا "مستر زيوس " لا أنت ولا صاحبك " راسل هويل" بامكانكم ان تغيروا ما اتدنا عليه إلا لهدف واحد ، أن تخففون عنا حدة الأخبار السياسية المميتة التي تملىء الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والجوي والبحري والأرضي ، عندها فقط نسمح لكم بان تنتخبوا من تشاءون ، وفي اي وقت تريدون.