لو كنت مسؤولا!
"أسامحكم"! لا أريد أربعة آلاف دينار "حوّية قطمة"، ولا أريد سيارة "تيسلا"، ولا قصورا وأسوارا وحرس شخصيات... أنا راض؛ أعطوني أربعمائة دينار "حوّية قطمة"، و"هوندا سيفك 97" عليها "جنطات"، ووجبة "زنجر" يومياً... وسأجعلكم تنافسون سويسرا بمستوى السعادة!
صرفتم ملايين الدنانير على الباص السريع، بين دراسات واستشارات وبنى تحتية لم تكتمل. وأنا أستطيع تنفيذ المشروع واصل لوسط البلد بـ200 دينار فحسب. فقط 10 "غالونات" دهان نخطط بها مسربا للباص السريع بلون فسفوري، ومن يسير على هذا المسرب مخالفته 500 دينار، وذلك من دون كلف إضافية؛ من أرصفة وأشجار زينة وجسور. ومتى اكتشفنا أن لا جدوى منه، فإننا بربع ساعة نعيد الطريق إلى ما كانت عليه.
تريدون مجلس نواب حقيقيا يكون رقيبا ومشرعا، ولا مقاعد فيه لأصحاب المال السياسي. لا أسهل من ذلك! عند صندوق الاقتراع، وقبل أن يمارس الناخب حقه في الانتخاب عليه أن يحلف اليمين بأن يمارس هذا الحق بحرية، من دون ضغط من أحد. من منّا حينها سيجرؤ على حلف يمين كاذب من أجل 50 دينارا؟!
منذ أربع سنوات وأنتم تتحدثون عن الاستثمار. وحتى اليوم لم نشاهد استثمارا في الأردن سوى مخبز "طابون" يعود لأحد الأشقاء العراقيين، بينما نستطيع إقامة محطة للطاقة الشمسية في معان لتوليد الكهرباء وتخفيض الكلف، ومن ثم دعوة المصانع العملاقة كافة لإقامة فروع لها في المنطقة؛ لرخص الأراضي وتوفر العمالة. تخيلوا كم مصنعا سيسارع إلى الاستثمار، كون المنطقة قريبة من دول الخليج والعراق وسورية. وبعد أن نؤسس شركات نقل تخدم كل هذه الدول، فإنه لو فرضنا ضريبة رمزية على كل منتج للتصدير، سنوفر لخزينة الدولة مبالغ جيدة.
تتحججون بأنه لا توجد أدلة لمحاسبة الفاسدين؟ لا أسهل من ذلك! سأنادي الفاسد إلى مكتبي وأقول له: "راتبك 1000 دينار، وثروتك 100 مليون دينار. اسمع! يا بترجع الـ100 مليون، يا بنعطيك شهريا 1000 دينار وبترجعهم إلنا 100 مليون". هنا سنجد أنه لا يملك سوى أن يقنعنا بعقليته الاستثمارية الفذة، أو يرجع 100 مليون!
تشكون من عدم وجود سياحة في البلد، وعدم قدرتكم على المنافسة؟ في السعودية والدول المجاورة يوجد ملايين المقيمين من مختلف جنسيات العالم، جميعهم يحصلون على إجازات سنوية يمضونها في بيوتهم أو في دبي. ومتى وفرنا لهم عروضا مغرية لزيارة المملكة عن طريق البر، وبالتالي بكلف أقل، سنجدهم لا يترددون لحظة واحدة في زيارتنا، لقرب الأردن من مكان إقامتهم.
"شو ظل"؟! رواتب متدنية؟ بسيطة؛ نؤسس دائرة للتزويد والعطاءات، مهمتها تزويد المؤسسات الحكومية بكل ما يلزمها. وبعد أن نحصل على أفضل الأسعار، سنجد أن الوفر في المشتريات سيكون مئات ملايين الدنانير، تُصرف بدل زيادة للموظفين.
تريدون سداد المديونية؟ بدل أن نطلب من الدول المانحة جهاز أشعة، وخيما، وقروضا لتمديد شبكات الصرف الصحي، لماذا حتى الآن لم نطلب من الدول المتعاطفة معنا في أزمة اللجوء سداد الدين عنا كونها هي الدول نفسها التي أقرضتنا؟ لماذا لم نقنعهم أن سبيلنا الوحيد لخدمة اللاجئين هو إبعاد شبح الدين عنا؟ حتى اليوم، وفي جميع المباحثات معهم بشأن أزمة اللجوء، لم يتم بحث سداد الدين مطلقا!
"تيسلا" وقصور ورواتب فلكية، ولم نتزحزح في ترتيبنا الاقتصادي "من جنب" الصومال. وأنا بوجبة "زنجر" جعلتكم تقرضون أميركا!